عمل المستقيم في عيني الرب وسار
في طريق داود أبيه ولم يَحِد يميناً ولا شمالا
( 2أخ 34: 2 )
يوشيا وطلب الرجوع إلى الله
يذكر كاتب سفر الأخبار عن يوشيا “وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ إِذْ كَانَ بَعْدُ فَتًى، ابْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلهَ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ ابْتَدَأَيُطَهِّرُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ وَالسَّوَارِي وَالتَّمَاثِيلِ وَالْمَسْبُوكَاتِ“(2أخ 3:34).
لقد عرف الرب معرفة شخصية وهو فى السادسة عشر من عمره، ولقد كانت هذه نقطة الانطلاق الأولى فى حياته فالنجاح يبدأ من الداخل، فكل إنسان له عالم داخلى وعالم خارجى وكلما كان عالمه الداخلى هادئاً ومنظماً وقوياً كلما انطلق خارجياً واستطاع أن ينجز ويبدع ويحقق الكثير، وإذا كان عالمه الداخلى مهلهلاً ومنقسماً كلما فشل فى حياته الخارجية، لقد قال أحد قادة العالم الكبار “انتصرنا فى معارك كثيرة، ولكن انهزمنا أمام أنفسنا“.
وما أجمل عبارة “طلب الرب” شاب فى السادسة عشر من عمره كنا نتوقع أن يطلب ذهباً أو فضة أو مالاً أو زوجة.. إلخ من كل هذه الأمور المادية الفانية، ولكنه يطلب الرب. وهنا يلح على أن أقول لكل شاب إنه لو امتلكت كل الوجود، ولم تمتلك الرب، ففي الحقيقة أنت لا تملك شيئاً، ولكن لو كنت تمتلك الرب ولا تملك أى شئ فى الوجود، فأنت تمتلك كل شئ لأنك تمتلك مالك كل الكون.