رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقال الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
- الروح في سفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول ثمر الروح "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح (كرم الأخلاق)، إيمان، وداعة، تعفف" (غلا 5: 22). في هذه الآية: أولًا: الثمر هو نتيجة جهد وتعب. هو حصيلة دفن البذرة، الموت والقيامة أى النمو... ثمر الروح هو كما قال الله لأبينا يعقوب: "لأنك جاهدت مع الله والناس وغلبت..." هو ثمر النعمة مع الجهاد. ثانيًا: قسم الآباء هذه الآية إلى ثلاثة أجزاء: إيمان وداعة تعفف... ونلاحظ هنا أن الإيمان هو عطية من الله. خرج الزارع ليزرع، فأعطى الكل. فإن تفاعلت، مع العطية تأخذ صورة العاطى وهى الوداعة، أما التعفف بسبب أن كل من إقترب من القدوس يصير قديسًا... كل من نظر بإيمان لله يصير عفيفًا طاهرًا، وهذا ننظره في الأطفال فهم يولدون بإيمان ووداعة وطهارة بسيطة عفيفة. فكل من تمسك بهذه العطايا يأخذ مساندة الروح، وتظهر حياته مختلفة عمن حوله، فيتعامل مع الآخرين بطول أناة أى بصبر، يحتمل كثيرًا، وبلطف وكرم الأخلاق يأخذ صورة من الصلاح أى صورة الله الصالح محب البشر، فيصبح محبوبًا ومحبًا. ثالثًا: هذا الحب يتجلى في علاقتنا مع الله محبة، فنأخذ ثمرة هي عبارة عن 3×1 (محبة فرح سلام). ملاحظة: كلمة ثمرة في اللغة العربية هي للمفرد وأما ثمر أو أثمار فهما للجمع. وقد لاحظ الآباء أصل الكلمة في اليونانية تشير إلى المفرد، لأن من أخذ المسيح = الحب = المحبة، يحمل فرح دائم وسلام يفوق كل العقل... وسوف نلاحظ في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل غلاطية أنه إهتم بتوضيح السلوك الروحى الذي يوصلنا إلى هذه الثمرة، وبما أنه هو تمتع أولًا واختبر إشارة إلى... التواضع، وأن نتعلم من بعضنا البعض... نرفع عيوننا لشمس البر ونتمسك بالحكمة... لا نكمل شهوة الجسد لأنه يشتهى ضد الروح... وإن سلكنا بطهارة، يقودنا بروحه ونحمل صورته ونكون آنيةً مختارةً له يحمل ثمر الروح (المحبة). وسوف نوضح كلامنا بمثال عملى من حياة أمنا العذراء: 1- أتعلم منكم: "أريد أن أتعلم منكم.. أبأعمال الناموس أخذتم (بشارة) الروح أم بخبر الإيمان" (غلا 3: 2). * بعد أن بشر الغلاطيون وصدَّقوا وآمنوا بالمصلوب وكان واضحًا أمام عيونهم بإيمانهم. * بعد أن أختبروا نعمة الروح القدس بل نالوا بالفعل قوة الروح ومزاياه العظيمة في حياتهم وسلوكهم. * بعد أن إلتصقوا برب السماء ونالوا روحه من العلاء بعجائب ومعجزات تفوق الفهماء، وكان هذا واضحًا وتم فعلًا مع أب الآباء الذي أنتم تفتخرون به بأنكم له أبناء. * يكرر كلامه ثانية: أكان عبثًا كل ما إختبرتم! "فالذى يمنحكم (وهب لكم) الروح ويعمل قوات فيكم، بأعمال الناموس أم بخبر (بشارة) الإيمان" (غلا 3: 5) فيجب عليكم أن تلتفِتوا وتلتصِقوا بأب الآباء أبيكم؛ فأنه لم يكن نبيًا بل بطريركًا (أبًا) لكم أنتم أيها الأمم لتنالوا مثله موعد الروح بالإيمان (غلا 3: 14) لأنه بالإيمان كان يحيا (غلا 3: 11). لماذا بعد أن سلمتم للروح أنفسكم إنزلقتم ورجعتم للحرف (للناموس) الذي يقتلكم؟! 2- أأغبياء أنتم؟! "أهكذا أنتم أغبياء! أبعد ما أبتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد" (غلا 3: 3). * أبعد ما تفرستم في الشمس تطلبون شمعه؟! * أبعد ما أكلتم طعامًا قويًا تطلبون لبنًا؟! * أبعد ما صرتم فلاسفة تتعلمون في حضانة؟! * لماذا تنحطون بعد أن بلغتم مكانًا رفيعًا ساميًا؟! * لماذا تحتمون بالخبرة الأضعف والحكمة الأقل؟! فلا تكونوا من: "الأغبياء (الذين) يموتون من نقص الفهم" (أم 10: 21) لعدم قبولهم التعليم... فإن: "الأغبياء يرثون الحماقة" (أم 14: 18) وكما قال داود عن نفسه: أنى أنتنت بسبب حماقتي (مز 38: 5) فالحماقة هي مخزن للشرور كما في (إش 19: 11) ويشير في (إش 19: 13) غباء حكمة المتكبرين؛ لأنهم يضيعون وقتهم ويحطمون طاقاتهم فلا نفع من حياتهم فكن مثل "الذكى (الذي) يبصر الشر فيتوارى، (ولا تكن مثل) الأغبياء (الذين) يعبرون فيعاقبون" (أم 27: 12) لأنه يظن أنه قادر أن يجتاز الشر؛ لكنه يسقط في فخٍ ويموت. * ومن محبة معلمنا بولس لأولاده قال: أنا أحتملكم وألتمس لكم عزرًا؛ لأن هذا تم حسدًا كما كان قديمًا: "المولود من الجسد (إبن هاجر) يضطهد المولود بحسب (أى بحكم) الروح (الذي هو إسحق إبن الموعد) هكذا يكون الآن" (غلا 4: 29) فإن هدف الحماقة أن ترجع بنا للعبودية بعد الحرية فإن كنَّا: نحيا (نعيش) حياة الروح (بالروح نسلك) فلنسر أيضًا سيرة الروح (غلا 5: 25) فنحن الآن في عصر النعمة، تمتعنا ببر المسيح، وبسكنى الروح فينا، فبنعمته نخضع ونطيع إرادته ونسلك بروحه ونكتشف أن أعظم حرية حينما نستعبد نفوسنا بكامل حريتنا، فنثق في دم المسيح المخلص وعمله معنا، فقد حقق وكمل الناموس روحيًا. فالذبائح الدموية بدلها بذبيحته الفريدة، والختان حققه روحيًا بالمعمودية، وقدس أيامنا وصارت كلها سبتًا (أى راحةً) له، فنستريح فيه وبه. * أفبعد كل هذا نبلغ إلى الغباوة، ونفصل نفوسنا عن بر المسيح الذي بررنا، ونسقط من النعمة؟! راجع (غلا 5: 4) أبعدما ابتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد. فلا تكونوا أغبياء، ولا تزدروا بالنقاء لئلا ترجعوا للشقاء، فتسلكوا وتغرقوا في الحياة كتعساء. 3- لا تهتموا بجسدكم: " وإنما أقول: أُسلكوا بالروح، فلا تكمِّلوا شهوة الجسد." (غلا 5: 16) لأن الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد (غلا 5: 17). * الجسم هو خلقة صالحة وعطية نافعة من الله. مكون من جسد ونفس تحركه مشاعر وأفكار وأقوال وأعمال فلا تتركه لعنانه، فإنهما يتحملان معًا المكافأة أو الإدانة. * الجسد يجد راحته في أعماله. فلا تتجاهل دور النفس التي تحركه، وانتبه لتصرفاته لكي تتناغم أعماله وتطيع روح الله فتجد راحة وثمرة... * الجسد أو الإنسان الجسدانى = أفكار أرضية، كسل، لا مبالاة = نفس خاملة متكاسلة غير فاهمة = إنسان غير روحى ينتج عنه كراهية وشقاق وصراع ونزاع وبدع وسحر وخصام تدمر وتهلك وتأكل كل شيء أكثر من العث. * الجسد هو إناء يظهر أعمال النفس، والنفس الشريرة تضع وتمزج السم في أعماله، والذي يضع السم هو المجرم ولكن الإناء يحطم بسبب النفس الشريرة. فكن إناءً مختارًا... إناءً للكرامة... إناءً للمجد. أما السلوك بالروح: يحول كل الشهوات إلى حب، ويروض ويكبح جماح الجسد، ويخضع كل إرادته للذى أحبه. * الروح القدس يحث على الجهاد للتقديس ويشعل النفس للتطهير والنقاء. * الروح القدس يعلم ويرشد ويرد الجسد لحالته الأصلية قبل سقوط البشرية. * الروح القدس يدمر كل نجاسة وشهوة ليقوده للتغيير تدريجيًا حتى يصير إنسانًا سمائيًا روحيًا. فاسلك بالروح القدس... سلم له القيادة... فيحركك ويدافع عنك ويرشدك. فلا نترك للجسد الحرية بعيدًا عن المحبة الإلهية لئلا يحدث دمار وشجار وعنف ونفقد الطريق والصديق وتُسلب منا الحرية والقوة والرعاية السمائية. 4 - لأرى أنكم بروحه أنقدتم: "ولكن إذا إنقدتم بالروح فلستم تحت الناموس" (غلا 5: 18) الناموس كان نير (حمل) ثقيل فجاءنا المسيح وقال لنا: إحملوا نيرى عليكم. إحملوا المحبة للأعداء واغفروا للمسيئين، فوضع علينا نير (حمل) أثقل لكي لا نثب هنا أو هناك، وعندما ننقاد بروحه نكتشف أنه هو الحامل ونحن فقط نمشى بجانبه أو خلفه. * إن سلكنا بروحه نتوقع (ننتظر) رجاء بر (المسيح المبرر) راجع (غلا 5: 5). * لأن الإيمان به وفيه الكفاية لنوال بره مع منافع عظيمة كثيرة مجيدة. * الإيمان هو التصديق والمحبة تضُمنا للصديق. * المحبة تحركنا للطاعة. * إن نزعت الإيمان يتبدد كل الإيقان بأمور الله الديان. * وإن نزعت الحب تتبدد كل أعمالك. * إن إنقدنا بروحه نسلك بوداعته ونحمل أثقال بعضنا بعضًا فنكون روحانيين نُعلم ونُصلح ونقود الآخرين. راجع (غلا 6: 1، 2). * إن إنقدنا بالروح: "نزرع للروح (و) من الروح (نحصد) حياة أبدية" (غلا 6: 8) وهذا ما رأيناه في سيدة كل البشرية ستنا وأمنا العذراء النقية. 5 - فاسلكوا بروح أمكم: * شبت منذ نعومة أظافرها بإيمان أبواها. * وتعلمت الوداعة ووجدت راحة في الهيكل وسط جيل نقى طاهر مجاهد عابد سالك بعفاف. * فأقتنت العفة بنعمة خاصة بنقاء قلبها. * فكانت لها طولة بال وصبر لاحتمال كل ما يمر بها شاكرة على كل حال، بل كانت لطيفة كريمة محبة للجميع صالحة. فكانت شمعة مضيئة حاملة فضائل كثيرة. فتجلى الإله إله الحب ومصدره، بل نبع المحبة وانسكبت المحبة في قلبها بالروح القدس المعطى لها، بل حملت أقنوم الابن في بطنها... حملت ثمرة فريدة مجيدة. ومن هنا نفهم ما قصده معلمنا بولس الرسول عندما قال: وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام... بدأ بالمحبة لأن من يحمل ثمرة المحبة حمل كل شيء. * ومن هنا فهمنا عمليًا من حياة العذراء أن الإيمان والوداعة والتعفف هم هبة وعطية ونعمة منه.. يُعطى العطية أو النعمة حسب إستعداد الشخص و... وأما الثمرة هي تأتى بسبب الزرع والتعب والسهر. * وبسبب هذه العطايا ينتج عن ذلك طول أناة، لطف، صلاح. * وأما النعمة مع الجهاد تنتج (ثمر الروح: المحبة) أى يحل الله في قلوبنا بالروح. بسلام الله الذي يفوق كل عقل تمتلئ قلوبنا بفرح لا يُنطق به؛ لأن الله هو مصدر الفرح والسلام. * إذًا ثمر الروح هو المحبة: الروح يُقربنا من المحبة (المسيح). الروح يُعرفنا ويثبتنا في المسيح الذي أحبنا فنحمل المحبة داخلنا. * فكما سلكت أمنا بالروح وعاشت بالروح منتظرة ومشتاقة لعربون الروح، إنسكب فيها المسيح (المحبة) فجعلها: حاملة السلام... تتكلم عن السلام... تطلب للجميع السلام... فكانت من الأذكياء وهربت من الغباء وشبت بنقاء. كما قيل في (مز 85: 8) "إنى أسمع ما يتكلم به الله الرب؛ لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولأتقيائه، فلا يرجعن إلى الحماقة". * لقد تبررت بالإيمان فكان لها سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. (راجع (رو 5: 8))... وبعد أن حملت نعمة وسلام من الله (راجع (غلا 1: 3)).. لم تسقط من النعمة بل ولم تفارق هذه الدعوة أيضًا بنعمته (راجع (غلا 1: 6)) وتفهمت وأيقنت مقدار هذه العطية لها (راجع (غلا 2: 9)) وتفاعلت بهذه الهبة (راجع(غلا 2: 21)) فارتفعت فوق حرفية الناموس ولم تسقط من النعمه (راجع(غلا 5: 4)) بل حفظت كل هذا بورع وخوف ومهابة. * فعاشت ملكوت الله كما وضحه بولس الرسول في (رو 14: 17) وهو بر وسلام وفرح في الروح القدس. فحفظها ملك السلام كما قيل في (في 4: 7) "سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح". فكثرت لها النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا (راجع(2بط 1: 2)) فذهبت إلى الهيكل كما داود: "أذهب إلى مذبح الله إلى (وجه الله... الابن... الله) ببهجة وفرح، وأحمدك بالعود يا الله إلهى" (مز 43: 4) ففرحت مع أبيها إشعياء الذي قال: "فرحًا أفرح بالرب (الآب) تبتهج نفسى بإلهى (يسوعى) لأنه قد ألبسنى ثياب الخلاص (ألبسنى مجده... حبه... صورته) كسانى رداء البر (مواهبه ونعمته وهباته) مثل عريس يتزين بعمامة (وضع على رأسى علم الحب) ومثل عروس تتزين بحُليها" (إش 61: 1) تمنطقت بالقوة... ولبست الفرح... تزينت به وصارت زينة كل البشرية.. نحن أولادها لا تحتقر النعمة من أجل مجانيتها، بل إقتنها واحفظها بورع. فيجب أن نسلك بالروح، ونحتمى فيه، ونختفى به من الشر لئلا نسقط من الهبة والنعمة الممنوحة لنا. لقد أخذنا عربون الروح في المعمودية، وسلكنا حينًا ولكننا نسقط... وبالتوبة والإعتراف ننهض، ولكننا أيضًا نسقط ونأخذ معرفة بالقراءة والعشرة معه وأيضًا نسقط... ومن الممكن أن نأخذ استنارة وقوة وأيضًا معرضين للسقوط... *فإلى متى لا نتمتع بثمر الروح (المحبة)؟! إلى متى لا نتكلم بالسلام؟! إلى متى لا يدب فينا فرح الرب؟! إشفعى فينا... أطلبى عنَّا... صلى لأجلنا... يا ستنا وفخر جنسنا وأمنا كلنا. |
25 - 12 - 2021, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ثمر الروح
شكرا على العظة ربنا يفرح قلبك |
||||
25 - 12 - 2021, 07:28 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ثمر الروح
شكرااجدا الرب يباركك |
||||
29 - 12 - 2021, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: ثمر الروح
عظة رائعة
ربنا يفرح قلبك |
||||
29 - 12 - 2021, 08:47 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ثمر الروح
شكرا جدا ربنا يبارك خدمتك |
||||
|