منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2012, 10:52 AM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

دع العمق يتحدث الى العمق..........

حين "تحب" شخصاً ما أو "تفتقد" شخصاً ما فإنك تختبر ألماً داخلياً. شيئاً فشيئاً، عليك أن تكتشف طبيعة هذا الألم. حين ترتبط أعماق ذاتك بأعماق ذات شخص آخر، فقد يكون غياب هذا الشخص مؤلماً، ولكنه سوف يقودك إلى شركة من نوع أعمق مع هذا الشخص، إذ أن هذا الحب هو في الله. حين يحدث الترابط الحميم بين موضع سكنى الله بداخلك ومثيله في الشخص الآخر، ففي هذه الحالة يكون غياب الشخص الآخر غير هداماً لك. بل على العكس، فإنه سوف يتحداك لأن تدخل في شركة أعمق مع الله، مصدر كل اتحاد وشركة بين البشر.
ولكن من ناحية أخرى، فإن الألم الذي يحدثه غياب الشخص الآخر من الممكن أن يريك أنك لست في تلامس مع أعماق ذاتك. فأنت تحتاج إلى الآخر كي ما تختبر الإحساس بالصحة والتكامل الداخلي. لقد صرت في حالة اعتماد نفسي على هذا الآخر جعلتك تغرق في الاكتئاب بسبب غيابه أو غيابها عنك. لقد صار الأمر كما لو كان الآخر قد أخذ منك جزء لا تستطيع بدونه الحياة. عندئذ فإن الألم الذي يحدثه هذا الغياب يكشف لك عن عجز ما في الثقة في الله. ولكن الله كافياً لك.
إن المحبة يقية بين شخصين من البشر تضعك في تلامس مع أعماق ذاتك. إنها محبة في الله. عندئذ، فإن الألم الذي تختبره من جراء موت أو غياب الشخص المحبوب يدعوك دائماً لاختبار أعمق لمحبة الله. فمحبة الله هي كل الحب الذي تحتاجه، وهي تكشف لك عن حب الله أيضاً في الآخرين. فالله الذي فيك يستطيع أن يتحدث إلى الله الذي في الآخرين. فهذا عمقاً يتحدث إلى عمق. علاقة متبادلة في قلب الله الذي يعانق كليكما.
إن الموت أو الغياب لا ينهي أو حتى يخمد محبة الله التي أحضرتك للشخص الآخر. بل إنها تدعوك للدخول في خطوة أعمق في سر محبة الله التي لا تفرغ. ولكنها في ذات الوقت عملية مؤلمة، ومؤلمة جداً، لأن الشخص الآخر قد صار إعلاناً حقيقياً لحب الله لك. ولكنك كلما تجردت من السند المعطى لك من الله في الناس، كلما دُعيت لتحب الله لأجل الله فقط، المحبة الفائقة التي تربو لمستوى الرهبة، ولكنها المحبة التي تمنح الحياة الأبدية.

من كتاب: " الحب الداخلي"
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 42 - العمق نادى العمق بصوت ميازيبك
كلمة خرجت من العمق و وصلت إلى العمق
أهمية العمق
الى العمق
نحو العمق


الساعة الآن 05:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024