رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص تادرس يعقوب ملطي
تطويب القديسة مريم وجمالها الداخلي مطوبة لأن بسؤالها كشف الملاك السرّ الإلهي * مباركة هي مريم، التي بأسئلتها لجبرائيل علَّمت العالم هذا السرّ الذي كان مخفيًا. لو لم تكن قد سألته كيف يكون هذا؟ لما كنا نعلم شرح هذا الأمر الخاص بالابن. جمال الموضوع الذي ظهر بوضوح يرجع إليها، فهي السبب في أن نعرف هذا الشرح من الملاك[175]. تطويبها أعظم من أفواه كل العالم * لهذا فنحن نقول الطوبى للطوباوية للتي هي بالحقيقة مباركة، إذ تطويبها أعظم من أفواه كل العالم. مطوّبة، لأنها استقبلت الروح القدس الذي طهَّرها وجعلها بهية، وهيكلًا، وحلّ رب الأعالي في مسكنها. مُطَوَّبة، لأن جمال بتوليتها العظيم يستمر، واسمها يضيء بجسارةٍ إلى الأبد. مُطَوَّبة، لأن بسببها جاء الفرح إلى جنس آدم، وبها قام الساقطون الذين طُرِدوا من بيت الآب. مُطَوَّبة، هذه التي تعالت على رباط الزوجية، ولكن وجهها مكشوف للمحبوب الابن لكل الأمهات. مُطَوَّبة، هذه التي لم يتدنَّس جسدها بالشهوة. انظروا إنه يلمع بثمرة بتوليتها المحبوبة. مُطَوَّبة، هذه التي في بطنها الصغير، سكن الوحيد العظيم الذي يملأ السماوات بل وتضيق عليه. مُطَوَّبة، هذه التي ولدت العتيق الأيام الذي أوجد آدم، والذي به تجدَّدت كل الخليقة التي أصبحت قديمة. ← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات.. مُطَوَّبة، هذه التي أعطت قطرات الحليب من أعضائها للذي بأمره تتحرَّك أمواج البحر العظيم. مُطَوَّبة، هذه التي حملت وحضنت ولاطفت كطفلٍ، الله العظيم إلى الأبد الذي بقوته الخفية يحمل العالم (كو 1: 17). مُطَوَّبة، هذه التي منها ظهر المُخَلِّص للذين في الأسر، الذي بغيرته أسر السجَّان، وطمأن الأرض. مُطَوَّبة، هذه التي وضعت فمها الطاهر على شفاه الابن، الذي من ناره يختبئ السيرافيم الناريون (إش 6: 2). مُطَوَّبة، هذه التي غذته كرضيعٍ بحليبها الطاهر، الثدي الذي منه أخذ العالم الحياة. مُطَوَّبة، لأن ابنها يعطي الطوبى لجميع الطوباويين. مبارك هو ذاك الذي أشرق علينا من طهرها بقداسةٍ[177]. |
12 - 12 - 2021, 01:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تطويب القديسة مريم وجمالها الداخلي
جمالها الروحي | جمالها الداخلي
يرى القديس مار يعقوب السروجي أن السيدة العذراء عادت إلى حالة الأبوين الأولين –آدم وحواء– قبل السقوط، وذلك بحلول الروح القدس وتقديسها لتتهيَّأ لتجسد الكلمة في أحشائها، لكن هذا لا يعني أنها مولودة بدون الخطية الجدِّية الأصلية، وإلاَّ ما قالت في تسبحتها: "تبتهج روحي بالله مخلصي". فمع تكريمنا للقديسة مريم بكونها فريدة في سماتها الروحية، لكنها كانت في حاجة إلى الخلاص. لقد أَكَّد القديس مار يعقوب السروجي هذا الفكر الكنسي حيث يقول: "لقد جعلها جديدة" بعد حلول الروح القدس عليها لتقديسها. * وضعها الله في الوضع الذي كان فيه آدم وحواء قبل أن يخطئا، ثم تجسد منها. التبني الذي كان لأبينا آدم، أعطاه لمريم بالروح القدس، بينما هو سكن فيها. كما أن أبانا آدم ولد أمنا حواء بغير اتحاد زيجي، هي أيضًا ولَدَتْ (ربنا يسوع)، لأنها كانت مثل آدم قبل أن يسقط في الخطية. الروح القدس الذي هب على وجه آدم وأوجد حواء، هي أيضًا قبلته وولدت ابنًا. هذه النقاوة التي كانت في آدم، استحوذتها أيضًا مريم، بالروح الذي حلّ عليها، وولدت بغير شهوة اضطجاع.. وقد سبق فصوّر ميلاد الوحيد الذي هو بالحقيقة ينبوع الحياة، ربنا[178]. * عندما نزل ربنا إلى الأرض نظر إلى كل النساء، واختار واحدة لنفسه، التي كانت أكثرهم مسرّة. فحص قلبها، فوجد التواضع، والقداسة، والحواس النقية، والنفس التوَّاقة للبرِّ، والقلب النقي، وكل صفات الكمال، لهذا اختارها، إذ هي الأنقى والأجمل. القديس مار يعقوب السروجي * هي وحدها المتواضعة والطاهرة والنقية بلا عيبٍ، لهذا استحقَّت أن تكون أمه دون غيرها من النساء. تطلَّع إليها كيف هي سامية ونقية من كل الشرور، ولا تثور فيها الحاسة المائلة إلى الشهوات. ولا تدع أي فكر يجنح نحو حب المال، ولا أي جدالٍ عالميٍ مما يُسَبِّب ضررًا شريرًا. حب المجد الباطل لا يشتعل في داخلها، ولا تنشغل بأفعال المراهقات. رأى أنه لا توجد من تشبهها، ولا من هي مساوية لها في العالم، فاتخذها أمًا ليرضع منها الحليب الطاهر. كانت تتمتع بالبصيرة، ومملوءة من حب الله، لأن ربنا لا يحلّ حيث لا توجد المحبة. حينما صمَّم الملك العظيم أن يأتي إلى موضعنا، رضي أن يحلّ في أطهر ضريحً في كل الأرضٍ لأنها أسرته. حلّ في الأحشاء التي تزيَّنت بالبتولية، وفي الأفكار التي كانت تستحق القداسة. كانت مملوءة جمالًا في طبيعتها كما في إرادتها، لأنه لم تشبها أية شهوات غير حسنةٍ. فمنذ طفولتها، قامت بحزمٍ في قداسةٍ بلا عيبٍ، وسارت في الطريق بلا لومٍ. وحفظت طبيعتها الأصلية بإرادة تميل نحو الخير، لأنه كانت توجد دائمًا علامات بتوليتها في الجسد، والمقدسات في نفسها. هذا الذي حدث لها أعطاني القوة لأتحدث عن جمالها الذي لا يُوصَف. لأنها أصبحت أم ابن الله، لقد رأيت وصدقت أنها المرأة الوحيدة في هذا العالم الكلية الطهر. لأنها منذ بدأت أن تُمَيِّز بين الخير والشر (إش 7: 16) رسخت في نقاوة القلب واستقامة الفكر. ← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات.. ولم تجنح عن البرّ الذي بحسب الناموس، ولم تزعجها أبدًا أية شهوة قلبية أو جسدية. منذ طفولتها تحرَّكت فيها نبضات القداسة، وفي امتيازها زادتها بعناية فائقة. كان الرب دائمًا إزاء عينيها في كل أيامها، فإليه دائمًا تنظر، حتى تستنير، وتجد فيه كل مسرّتها. وإذ رأى كيف هي طاهرة ونقية، أراد أن يحلّ فيها، لأنها كانت نقية من الشرور. إذ لم ينظر قط امرأة مثلها، تم فيها العمل العجيب الذي هو الأعظم من الكل. ابنة الإنسان التي وُجِدَت بين النساء، تم اختيارها لأنها كانت أجملهن جميعًا[179]. |
||||
12 - 12 - 2021, 01:37 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تطويب القديسة مريم وجمالها الداخلي
مريم أعظم من السماء
* هو عظيم ولا يصغر في حالته الصغيرة، ولو خشي لئلا يصغر لما كان عظيمًا. لو لم يحتوه رحم العذراء الصغير، لكانت السماء كلها في عظمتها اللامحدودة تتوق أن تحمله. هذا الذي تصغر السماوات والأرض على احتوائه، لأنه غير محدود، سكن في رحم العذراء. لأن السماء العظيمة والبطن الصغير هما متساويان، فهو بذلك يُعلِن عن عظمته الغير مُدرَكة. لا يوجد موضع في حضن أبيه إلا وامتلأ منه، ولما حل في البطن لم يفِضْ عنه لأنه يملأ الكل. ← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات.. لا تكفيه أعالي السماوات، لأنه أعظم من الكل، ولا صغر عليه حضن العذراء المتواضعة، لأنه وحده يمتد ليملأ الكل أو ينكمش في محدودية الجسد. لقد نزل من سماوات مجده ومكث في الأحشاء البتولية الصغير، فلا يقدر موضع صغير أن يضايقه أو أن يحصره. |
||||
12 - 12 - 2021, 11:25 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تطويب القديسة مريم وجمالها الداخلي
بركتها تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
|