العذراء هي الكرمة
تلقيب العذراء بالكرمة لا يتعارض مع لقب السيد المسيح إطلاقًا.
فهو الكرمة بمعنى، وهي الكرمة بمعنى آخر. هو الكرمة حينما نكون نحن الأغصان، أي أنه الأصل، ونحن كلنا منه. وهو الرأس ونحن الأعضاء.
أما العذراء فهي -حسب مدائح الكنيسة- التي (وجد فيها عنقود الحياة، أبن الله بالحقيقة هي الكرمة التي لم تشخ ولم يفلحها أحد ما).
ونحب أن نسجل ملاحظة هامة وهي:
* السيد المسيح كثيرًا ما يمنحنا بعض ألقابه:
1* فهو يقول أنه هو الراعي (يو10: 11، 12). وهذا اللقب يطلقه داود في مزاميره على الرب (الرب لي راعي) (مز1:22). ويلقب به الرب في سفر حزقيال (خر15:34).
ومع ذلك فإن الرب يقيم بعض أولاده رعاة، مع اهتمامه بأن تكون الكنيسة كلها (رعية واحدة لراع واحد) (يو16:10). فيقول لبطرس الرسول ارع غنمي.. ارع خرافي) (يو21: 15، 16) وفي العهد القديم يقول الرب (وأعطيكم رعاة حسب قلبي) (أر15:3). وقد أصبح لقب الراعي خاصًا بالأساقفة خلفاء الرسل (ليرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه) (أع28:20).
ويقول القديس بطرس (ارعوا رعية الله التي بينكم) (1بط2:5).
2* السيد المسيح لقب نفسه بالنور وقال (أنا هو نور العالم) (يو12:8) (يو5:9). ومع ذلك يقول لتلاميذه (أنتم نور العالم) (مت14:5). (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس) (مت16:5).
لا شك أنه نور بالمعنى المطلق. وهو نور، لأنهم يستمدون النور منه وبنوره يضيئون للآخرين. كذلك هو الراعي بالمعنى الكامل للكلمة. أما هم فرعاة باعتبارهم وكلاء لله، مفوضين منه لعمل الرعاية.
3* قيل عن السيد المسيح أنه هو الأسقف (هو راعي نفوسكم وأسقفها) (1بط25:2).ومع ذلك فإن خلفاء الرسل أقيموا من الروح القدوس أساقفة (أع28:20) (1تي2:3) (في1:1) (تي7:1).
4* قيل عن السيد المسيح أنه هو الكاهن (كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق) (مز4:110) (عب6:5).
وما أكثر الآيات التي في الكتاب المقدس عن الكاهن العظيم ورئيس الكاهن العظيم ورئيس الكهنة، وعن الكهنة الذين أعطاهم الرب كهنوتًا أبديا في أجيالهم (خر15:40).
(كهنتك يلبسون البر) (مز132: 9، 16). وقد قدس الرب الكهنة (لا12:8). (وألبسهم ثيابًا مقدسة للمجد والبهاء (خر2:28). وفي العهد الجديد نري القديس بولس الرسول يدعو نفسه كاهنًا (رو16:15).
إن السيد المسيح كاهن بمعنى أنه ذاته ذبيحة عنا. أما الكهنة من البشر فهم خدام ووكلاء السرائر الإلهية يقدمون ذبيحة السيد المسيح وما كان يرمز إليها قبلًا.
5* قيل عن السيد المسيح أنه ابن الله (1يو14:4). وقيل عنا أيضا أننا أبناء الله (1يو1:3). ولكنه ابن من جوهر الله وطبيعته ولاهوته. أما نحن فأبناء بالمحبة، بالتبني.. لذلك دعي السيد المسيح بالابن الوحيد (يو16:3).