شفاء رجل أخرس
آ32. ولمّا خرج يسوع قدَّموا إليه أخرسَ فيه شيطان. هذا المجنون غير الذي ذكره لو 11: 14، لأنَّ متى ذكر هذا الأخير في 12: 22، وإن ارتأى ملدوناتوس* أنَّ المجنون المذكور هنا وفي لوقا واحد.
آ33. ولمّا خرجَ الشيطان بأمر المسيح، تكلَّمَ الأخرس. فيظهر أنَّ الشيطان كان جعله أخرس أطرش، مع أنَّه لم يكن طبعًا كذلك. فتعجَّبتِ الجموعُ قائلين: إنَّه لم يُرَ مثلُ هذا قطُّ في إسرائيل. كأنَّهم يقولون: لا موسى ولا إيليّا ولا أشعيا ولا غيرهم من الأنبياء صنعوا كما صنع، فإذًا هو أعظم من جميعهم وبالتالي هو الماسيّا الموعود.
آ34. فقال الفرّيسيّون إنَّه بأركونِ الشياطين يُخرِجُ الشياطين. أي زعموا أنَّه ساحر. وكما يوجد بين الملائكة طبقات عليا ودنيا، هكذا يوجد بين الشياطين. فالشياطين الذين سقطوا من السارافيم والكاروبين والطبقات العالية لبثوا رؤساء الشياطين. فلوسيفوروس هو أركون الشياطين كما أنَّ ميخائيل هو رئيس الملائكة.
آ35. وكان يسوعُ يطوفُ المدنَ والقرى، ويعلِّمُ في مجامعِهم، ويكرزُ ببشارة الملكوتِ ويَشفي كلِّ الأمراضِ وكلَّ الأوجاع. ومن كان يُبرئهم جسدًا كان يُبرئهم نفسًا أيضًا، كما قال ريمجيوس*، فيسوع استأجر بيتًا في كفرناحوم وكان يجول في المدن والقرى المجاورة ماشيًا منذرًا بتعليمه ومانحًا الأشفية.