تدهورت حالة أمنا الغالية الصحية في يناير عام ١٩٧٠م بسبب ما كانت تعانيه من قرحة في المعدة التي وصلت إلى شبة الانفجار واصبحت تنزف منها بغزارة مما سبب لها انيميا حادة مع شعور دائم بالارهاق والإعياء الشديد، قرر الاطباء ضرورة سرعة التدخل الجراحي.. وتحددت العملية في يوم ٢٧ يناير ١٩٧٠م.
في تمام الساعة السابعة صباحا من اليوم السابق للعملية، ٢٦ يناير، فوجئت الراهبات بحضور نيافة الأنبا شنوده إلى الدير لكي يطمئن على أمنا الغالية ويصلي لها قبل ذهابها إلى مستشفى الانجلو.. ومن شدة تأثره لتدهور حالتها الصحية، ذهب نيافته إلى المستشفى في نفس اليوم بعد الظهر وقضى مع أمنا بعض الوقت وسألها عن ميعاد العملية، فقالت له : "ان شاء الله بكرة الساعة ٨ صباحا.."
فقال: "خلاص الساعة ٧ الصبح بنعمة ربنا ح اكون عندك."
وحدثت في هذه الليلة المعجزة الكبيرة التي أجراها الله ببركة ام النور القديسة العذراء مريم فقد تجلت بظهور بهي لأمنا الغالية واخبرتها بان ابنها الحبيب ربنا يسوع المسيح أراد لها الشفاء لأنها تألمت كثيرا.. وكانت امنا تريد أن تحتفظ بالمعجزة لنفسها وألا تخبر احدا بها..
وفي اليوم التالي الساعة السابعة صباحا حضر صاحب النيافة الانبا شنودة، و عندما رأها قال لها: " أمنا ايرينى انت شكلك انسانة تانية غير إمبارح، اية الحكاية؟!"
فروت لنيافته رؤيتها لوالدة الإله.. فسألها: "طيب ح تعملي إيه دلوقت؟"
أجابت: "انا محتارة يا سيدنا.."
قال: "لازم تقولى علشان ماتعمليش العملية."
قالت: " لو اضطريت ح أقول، لكن انا فى إيد ربنا وإللى عايزه يكون.." قام نيافته وصلي لها وانصرف عندما حضر الأطباء، الدكتور حليم جريس وطبيب التخدير والدكتور العالمى Professor Robert V.Cookie وأخذوا أمنا إلى غرفة العمليات.
كان سيدنا يتابع الأخبار إلى أن تمت العملية.. وفي اليوم التاني ذهب نيافته إلى المستشفي وروت له تماف كل ما حدث،وكان ينصت اليها في تعجب وفخر خاصة عندما قالت له: " مش مهم اتفتحت بطني ومعدتى، لكن الاهم ان الدكتور حليم جريس آمن بالمعجزات و الدكتور الأجنبى الملحد آمن بربنا."
وفي زيارة اخرى حكت لنيافته عن عمل ربنا مع الدكتور الأجنبي الذي اجتمع بكل الأطباء المباشرين لحالتها الطبية وقام بعمل بحث دقيق معهم عن الحالة لانها لفتت نظره، وكان تعليقه الدائم: "إن هناك قوة خفية عملت هذا الموضوع.." وفى نهاية البحث قال: "تعالوا نروح لها ونسألها.."
روت لهم أمنا الغالية المعجزة بالتفصيل وكان الدكتور الملحد يستمع إليها في إنصات وتأثر شديد، ثم قال لها: " أنا شفت إيد ربنا معاك، وأمنت ان ربنا موجود، وإن فيه العدرا والقديسين وربنا بيقبل صلواتهم وأنا سأبشر كل المرضي و الملحدين اصدقائى بذلك عند عودتى الى بلدي." كما انحنى الدكتور حليم وقبل يدها معتذرا لعدم تصديقهم لها ولما سببوه لها من آلام وقال: "الأن أنا ايضا آمنت بشفاعة القديسين ورأيتها بعيني." سمع نيافة الأنبا شنودة هذا الحديث بالتفصيل، وكان ينصت إليها متعجبا لعمق روحياتها التي تفوق آلام الجسد.. فقد كان لأمنا الغالية دائما موضع تقدير واهتمام وحب في قلب سيدنا.
المجد ليك يا رب