مثل الابنين
آ28. ما تظنّون، رجلٌ ما له ابنان فجاء إلى الأوَّل وقال له: اذهَبْ يا ابني واعمَلْ في الكرم.
آ29. فأجابَ قائلاً: لا أريد. ثمَّ ندِمَ أخيرًا ومضى.
آ30. ثمَّ جاء إلى الثاني وقال له كالأوَّل. فأجابَ قائلاً: نعم يا سيِّد. ولمْ يمضِ.
آ31. فمَنْ منَ الاثنين صنعَ مشيئةَ أبيه. فأجابوه: الأوَّل. فقالَ لهم يسوع: الحقَّ أقولُ لكم إنَّ العشّارين والزواني يَسبقونَكم إلى ملكوتِ الله.
إنَّ المسيح نفسه يفسِّر أنَّ المراد بالابن الأوَّل، العشّارين والزواني الذين رفضوا أوَّلاً وصايا الله قولاً وفعلاً، ثمَّ تابوا أخيرًا بإنذار يوحنّا والمسيح. وأنَّ المراد بالابن الثاني، الكتبة والفرّيسيّون، ويريد بملكوت الله الكنيسة والسماء. فكأنَّه يقول: إنَّ الذين كان يجب أن تقودوهم إلى الخلاص، هم يقتادونكم ويتقدَّمونكم باتِّباع تعليمي، ودخولهم كنيستي ثمَّ المُلك السماويّ. وليتكم تتبعونهم. وذهب أوريجانوس* وأثناسيوس* وإيرونيموس* وفم الذهب* أنَّ المفهوم بالابن الأوَّل الأمم، وبالثاني اليهود. وعلى التفسيرين يُراد بالأب الذي له ابنان الله، جلَّ ثناؤُه.
آ32. جاءَكم يوحنّا في طريقِ العدل، أي سالكًا طريقًا بارًّا ومقدَّسًا ومستقيمًا. ولم تصدِّقوه مؤمنين به. وأمّا العشّارون والزواني فصدَّقوه ولا لمّا شاهدتم أيضًا عدتم وندمتم أخيرًا لكي تؤمنوا به مصدِّنقي. إنَّ المخلِّص يؤنِّب الكهنة على عدم إيمانهم إذ لم يصدِّقوا إنذار يوحنّا، وعلى إصرارهم لأنَّهم لم يشاؤوا أن يؤمنوا بعد أن رأَوا العشّارين والزواني قد آمنوا أيضًا. وفي هذا قال: ولا لمّا شاهدتم عدتم وندمتم أخيرًا. كذا فسَّر ملدوناتوس*.