رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة السكون | من أقوال الأنبا أنطونيوس:-
كل من يريد أن يكون إنسانًا روحيًا (2)، يلزمه أن يجتهد في الابتعاد عن اضطرابات الجماهير وشركتهم، حتى يكون بعيدًا عن دوامة الناس وشغبهم جسديًا وقلبيًا وذهنيًا، لأنه حيثما وُجدت الجماهير يوجد الصخب. قدم لنا ربنا مثالًا للاعتزال عن البشر والوحدة، إذ اعتاد أن يذهب بمفرده إلى الجبل ليصلى. كذلك انتصر على الشيطان في البرية، إذ تجاسر الشيطان ليصارعه مع أنه لم يكن (الرب) عاجزًا عن قهره حتى بين الجموع، لكنه صنع هذا ليعلمنا أنه في السكون والوحدة يمكننا أن ننتصر على العدو ونبلغ الكمال بسهولة. لم يُظهر الرب مجده لتلاميذه وسط البشر، بل قادهم إلى الجبل وهناك كشف لهم مجده. أيضًا سكن يوحنا السابق في البرية إلى يوم ظهوره... ففي العالم يسهل على العدو أن يضايقنا بأسلحته الخفية والظاهرة، متخذًا بعض الناس المطيعين له كمساعدين له في إثارة الحرب ضد المؤمن. فيمكنه أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياء كسلاح قوى ضد المؤمن ناشرًا شباكهن الخادعة على نطاق واسع. عندما رأي حزقيال الأربعة مخلوقات ذات الأربعة وجوه يعطون الرب مجدًا، لم يكن ذلك في مدينة أو قرية بل خارجًا في حقل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إذ قال الله له: "قم أخرج إلى البقعة وهناك أكلمك" (حز 22:3). ولما عرف النبي إرميا أن الانفراد يرضى الله جدًا، قال أيضًا: "جيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 27:3، 28). مرة أخرى إذ عرف أضرار كثرة الحديث البشرى بالنسبة لمن يرغبون في إرضاء الله، لم يقدر أن يكف عن ترديد: "يا ليت في البرية مبيت مسافرين فأترك شعبي وأنطلق من عندهم" (إر 2:9). وأيضًا عندما أخذ إيليا النبي طعامًا من الملائكة لم يكن وسط جمهرة الجموع ولا في مدينة أو قرية، بل في البرية. كتبت كل هذه الأمور وما على شاكلتها التي حدثت مع القديسين، حتى نتشبه بأولئك الذين أحبوا العزلة، إذ من شأنها تسهيل الوصول إلى الله. اجتهدوا إذًا أن تكونوا مؤسسين على السكون تأسيسًا صالحًا، حتى ننقاد إلى رؤية الله، أي التأمل الروحي العظيم. (رسالة 17) |
16 - 11 - 2021, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة السكون
بالنيران الإلهية نحلق في السماويات | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- أريد أن أخبركم: ماذا تشبه النفس عندما تقطن النار الإلهية فيها. إنها تشبه طائرًا ذا جناحين يحلق في العلاء في جو السماء. فالطير هو الوحيد من بين المخلوقات له أجنحة، إذ هذا من ملامحها الخاصة. هكذا النفس المطيعة لله بأجنحتها هي قفزات النار الإلهية التي تعطيها القوة لكي ترتفع إلى السماء. فإن نزعت عنها الأجنحة لا تعود تقدر على الطيران. علاوة على هذا فإن نفس الإنسان تشبه الطائر أيضًا، من حيث أن الحرارة (الدفء) هو سر وجودها في الحياة. فبدون تدفئة البيض لا يخرج الفرخ الحي، .. هكذا أيضًا بالنسبة للنفس، إذ يحيط الله بها، يدفئها مطيعة هي له، فتخرج إلى الحياة الروحية. وإذ نتحقق أن النفس المطيعة لله، والملتصقة به، هي أشبه بالطائر الذي تكمن حياته في الدفء، لهذا ليتكم لا تنفصلون قط عن هذه النار. هذه النار يقدمها الله لكم، وبسببها يشن الشيطان هجمات كثيرة لكي يحرمكم منها، إذ هو يعلم أنه لا غلبة له عليكم مادامت هذه النار (عاملة) فيكم. (رسالة 18) |
||||
16 - 11 - 2021, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة السكون
مقاومة عدو الخير وخداعاته | من أقوال الأنبا أنطونيوس:-
قاوموا الشيطان، واجتهدوا أن تعرفوا خداعاته، فقد اعتاد أن يخفي المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لا تنكشف، مقدمًا أوهامًا تبدو لناظريها جميلة، غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها. هذا كله يفعله لكي يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيته. يوجه الشيطان كل جهوده لهذا الهدف، مقاومًا كل النفوس المتعبدة لله حسنًا، بجميع الطرق الممكنة. وما أكثر أنواع الشهوات التي يبثها في النفس لعله يطفئ النار الإلهية، مستعينًا بالقصور الذاتي للجسد وكل ما يتعلق به. عندما يرى البعض متحفظين منه، لا يقبلون منه شيئًا، ولا يسمعون له في شيء، يُولّى عنهم في خزي، عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة في كل عمل، يصير حمل نير الرب حلوًا، كما هو مكتوب في الإنجيل: "فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 29:11). رغم قبولهم النير وحملهم إياه لا يعودون يكلِّون من التدريب في الفضيلة أو القيام بالخدمة والسهر الليلي، ولا يشعرون بالغضب من جهة أي مضايقة بشرية، ولا يخافون إنسانًا أو حيوانًا مفترسًا أو روحًا شريرًا، لأن فرح الرب يستقر فيهم نهارًا وليلًا، معطيًا الحياة لعقولهم، فيكون الفرح طعامهم، وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شيء ومن كل كمال، وبه ترتفع إلى السماء. (رسالة 18) |
||||
16 - 11 - 2021, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة السكون
الحاجة إلى مشورة روحية | من أقوال الأنبا أنطونيوس:-
إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه، بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى، وأخيرًا يأخذ كل صنوف الأطعمة التي يأكلها البشر، هكذا ينمو الإنسان حتى يصير قويًا ناضجًا قادرًا على مقاومة الأعداء (الأمراض) ببسالة... ولكن أن أصابه مرض في طفولته، حرمه من طعامه وأنهك قوته، ينشأ ضعيفًا، ويغلبه أي عدو.. ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد صحته طالبًا القوة، وذلك باعتناء أحد الأطباء المختبرين به. هكذا أيضًا بالنسبة للنفس البشرية، متى فقدت فرحها الإلهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة. فإن اجتهدت في طلب إنسان -خادم الله- مختبر في الطب الروحي، وتمسكت به، فإنه يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون الإلهي، عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها الذين هم الأرواح الشريرة، وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها، وتمتلئ بملء الفرح الكامل. (رسالة 18) تمييز مشورات الشرير | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- اعرفوا مشورات الشرير، فإن جاءكم في زيّ من يعلم بالحق لكي يخدعكم ويقودكم بمكر، أو جاءكم كملاك نور، فلا تصدقوه ولا تطيعوه، لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق. ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان وما يبثه فيهم دائمًا. أما الكاملون فيعرفونها، إذ يقول الرسول: "وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر" (عب 14:5). أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم. إنما يفتن... أولئك الذين لا يسهرون على أنفسهم، فيصطادهم بطُعم يبدو لهم حلوًا. وذلك كصيَّاد السمك الذي يخفي صنارته في طُعمٍ حتى يصطاد السمك. وكما يقول سليمان الحكيم: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 25:16). هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم، إذ يتبعون دومًا ميول قلوبهم، ويحققون أهواءهم الخاصة، ولا ينصتون إلى آبائهم ولا يطلبون مشوراتهم. هكذا يُظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة، نافخًا قلوبهم بالكبرياء.، و وأحيانا يرسل لهم أحلامًا في الليل تتحقق في النهار، حتى يسقطون في حيرة عظيمة، بل وعلاوة على هذا يُظهر لهم في الليل نورًا يضيء المكان الذين هم فيه، ويصنع لهم أمورًا أخرى كثيرة خاطئة وعلامات... كل هذا لكي تطيب له قلوبهم فيقبلونه كملاك. وبقدر ما يقبلونه، يقذف بهم من علوهم إلى أسفل، بواسطة روح الكبرياء الذي تسلط عليهم. ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيًا أكثر من غيرهم، وأنهم ليسوا بمحتاجين إلى آبائهم أو الإنصات إليهم. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها ُمرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. (رسالة 18) |
||||
16 - 11 - 2021, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة السكون
في منتهى الجمال ربنا يباركك |
||||
16 - 11 - 2021, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة السكون
شكرا جداا للمرور الجميل الرب يفرح قلبك |
||||
|