|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم تستفسر من الملاك عن حَبَلِها، وحواء لم تستفهم من الحية كيف تصير إلهة؟ (تكوين 3: 1-6؛ لوقا 1: 26-38) خلال الحوار بين القديسة مريم والملاك تمتَّعنا بشرح سماوي لسرّ التجسد الإلهي. * قالت له: "كيف يكون لي هذا وأنا عذراء، والعذارى لا تعطين ثمرًا؟" في هذه اللحظة كان مُهمًا جدًا أن تسأل، حتى يشرح لها سرّ الابن الذي سكن في داخلها. سألت مريم حتى نتعلَّم نحن من الملاك بخصوص هذا الحبل الذي يفوق الفهم. انظروا، كيف أن من ينظر إلى مريم يراها المملوءة جمالًا، وكيف هي محبوبة في هذه الأمور الخاصة بها لمن لهم البصيرة. لقد طلبت أن تتعلَّم منه عن حملها، لأنه كان يخصّها، وفيه منفعة لمن يستمع إليها. لم تسأل حواء الحية حين قادتها للضلال. بإرادتها ظلت صامتة، وصدقت بقوة الخديعة. الفتاة الأخيرة سمعت الحقيقة من الملاك الصادق، وبالرغم من ذلك، فقد سعت لتفهم شرح الأمر. الأولى سمعت أنها ستصبح مثل الله، ولكنها لم تقل: "كيف يُمكن أن يكون هذا"؟ أخبر الساهر (الملاك) هذه أنها ستحبل بابن الله، ولكنها لم تقبل ذلك حتى استوضحت الأمر تمامًا. الزوجة العذراء التي لآدم لم تشك في كلام الكذَّاب، أنها ستصعد بشخصها إلى درجة اللاهوت. لهذه قيل (للعذراء) إنها ستحبل بابن الله، لكنها سألت، وتقصت، وتحرت وتعلمت، ثم صمتت. انظروا الآن كيف أن الأخيرة جميلة أكثر من الأولى، ولجمالها اختارها الرب لتكون أمًا له. كان سهلًا عليها أن تبقى صامتة، وسهلًا أيضًا أن تسأل أسئلة. بسبب حسن التمييز تعلمت الحقيقة من الملاك. كما كان عمل حواء مستحقًا للتوبيخ، هكذا كانت مريم مُمجدة، وبحسب العمل الأحمق الذي لحواء ظهرت حكمة مريم. كما أن الأولى جديرة باللوم بسبب هذا الأمر، هكذا لا حاجة للأخيرة أن تخجل بسبب موضوع الابن. كما أن الأولى جاهلة، فالأخيرة حكيمة لمن له الفهم، فكل ديون الأولى أوفتها الأخيرة. بسبب الأولى حدث السقوط، وبالأخيرة قيامة لكل جنسنا! حدثت خطية بسبب حواء، ولكن نشأ برّ من داخل مريم. بسبب صمت حواء، حدث ذنب وتلوث للاسم، وبسبب حديث مريم، حدث حياة ونور مع نصرة. القديس مار يعقوب السروجي |
|