رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حسب قول الرب «إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا. مرة واحدة تكلَّم الرب وهاتين الاثنتين سمعتُ: أن العزة لله» ( مز 62: 10 ، 11). «لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرًا على وجه الأرض» ( 1مل 17: 4 ). لقد دبَّرت أمانة الله من نحو امرأة صرفة صيدون طعام يوم بيوم. في الجدوب كان لها طعامها، ولولدها، ولضيف هو إيليا النبي. كانت أعواز الثلاثة تُسدَّد صباحًا وظهرًا ومساءً كل يوم، وكوار الدقيق لم يفرغ، وكوز الزيت لم ينقص. أعواز مستمرة، وإمدادات مستمرة. كانت تلك الأرملة تخطو ذاهبة كل يوم إلى كوار الدقيق وإلى كوز الزيت. وفي كل يوم تجد الكوار كما هو والكوز كما هو. ما أبسط هذه المواد للعين البشرية: كوار دقيق وكوز زيت، لكن هي في نظر الإيمان أشياء ثمينة جدًا، يمكن الاستناد عليها ليس لمدة ثلاث سنوات ولكن بطول العمر. ونحن أيها الأحباء لنا أعواز يومية. ولأن هذه الأعواز مستمرة ومتجددة ومتكررة، نظن أن كوار الدقيق لا بد يومًا يفرغ، وأن كوز الزيت لا بد يومًا يجف. ولكن حاشا أن يكون الأمر كذلك، حسب قول الرب. إذ مع كل صباح جديد تأتي أعواز جديدة وتوقعات جديدة، ولكن مع كل صباح جديد أيضًا توجد معونة جديدة، حتى ولو جاوزنا عمر متوشالح وزادت أعوازنا على رمل البحر عددًا، فإن رحمة الله ونعمته سوف تبقى وتدوم، ولن يعوزنا شيء من الخير. على مدى سنوات الجفاف في أيام تلك الأرملة، لم يكن طلٌ ولا مطر. كان قحط وجوع في كل الأرض، ولكن لم تَجُع تلك الأرملة بل كانت تنعَم بالخير. إن رجاء الشرير يبيد لأنه يتكل على موارد بشرية منظورة. ومُستَنَد الإنسان العالمي يضمحل لأنه يبني على الرمل. وحتى نحن نخسر أشياء كثيرة، ويضيع تعبنا باطلاً إذا كنا نزرع من الجسد وللجسد، ونعود ونختبر أن الله وحده لنا ملجأ وحصن ومخبأ. أيها الأحباء لنضع ثقتنا في إلهنا. ذاك أفضل من كل الكنوز حتى ولو جُمعت كلها في خزائننا. إن كنوز الأرض تفرغ، وموارد الأرض تجف. أما رحمة الرب فإلى الأبد. «إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا. مرة واحدة تكلَّم الرب وهاتين الاثنتين سمعتُ: أن العزة لله» ( مز 62: 10 ، 11). كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وِكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ ( 1ملوك 17: 16 ) |
|