مزمور 71
الآيات (17-24): "اَلَّلهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ. وَأَيْضًا إِلَى الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَا اَللهُ لاَ تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ بِذِرَاعِكَ الْجِيلَ الْمُقْبِلَ، وَبِقُوَّتِكَ كُلَّ آتٍ. وَبِرُّكَ إِلَى الْعَلْيَاءِ يَا اَللهُ، الَّذِي صَنَعْتَ الْعَظَائِمَ. يَا اَللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟ أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا. تَزِيدُ عَظَمَتِي وَتَرْجعُ فَتُعَزِّينِي. فَأَنَا أَيْضًا أَحْمَدُكَ بِرَبَابٍ، حَقَّكَ يَا إِلهِي. أُرَنِّمُ لَكَ بِالْعُودِ يَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ. تَبْتَهِجُ شَفَتَايَ إِذْ أُرَنِّمُ لَكَ، وَنَفْسِي الَّتِي فَدَيْتَهَا. وَلِسَانِي أَيْضًا الْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُ بِبِرِّكَ. لأَنَّهُ قَدْ خَزِيَ، لأَنَّهُ قَدْ خَجِلَ الْمُلْتَمِسُونَ لِي شَرًّا."
من الذي علم داود الراعي الصغير كل هذه الحكمة والمزامير، ومن الذي علم يديه القتال = اللهم قد علمتني منذ صباي.. وأيضًا إلى الشيخوخة. فالله يعلمنا ويفيض من إحساناته علينا. وماذا يفعل داود إلى الآن أخبر بعجائبك.. ويريد أن يستمر في شهادته لله= حتى أخبر بذراعك الجيل المقبل= أي يخبر الكل بقوة الله الذي كان يخلصه في كل شدة. والله له وسائله في التعليم والتهذيب= أنت الذي أريتنا ضيقات كثيرة. فالذي يحبه الرب يؤدبه (عب6:12، 7). . بل بعد سقوط آدم تركه الله في يد إبليس يستعبده ويستعبد كل بنيه ليعرفوا نتائج الخطية، ويكون هذا سبب تأديب لهم وبالتالي سبب خلاص. وقوله تعود فتحيينا= يشير للمعمودية التي بها نقوم مع المسيح ونولد ولادة ثانية. وقوله ومن أعماق الأرض تعود فتصعدنا= تشير للتوبة التي بها نترك الخطايا والشهوات الأرضية لنحيا في السماويات. وفي كثير من الأحيان تكون الضيقات التي يسمح بها الله سبب توبة لنا. ويشير هذا لعمل المسيح الذي أنقذ الجنس البشري من أعماق الجحيم= تعود فتصعدنا (أف6:2). وبعد أن انحط الجنس البشري بسبب الخطية، كان خلاص المسيح سببًا أن يعود الإنسان لمركزه السابق كابن لله= تزيد عظمتي. وبعد أن كانت الخطية سبب حزنه صار الفداء وحلول الروح القدس عليه سببًا في تعزيته= وترجع فتعزيني. وقد تفهم الآيات بالنسبة لليهود عن خروجهم من أرض مصر ودخولهم إلى أرض الميعاد، أو رجوعهم من السبي. ومن حل الروح القدس عليه يسبح= فأنا أيضًا أحمدك. ولاحظ سبب التسبيح = ونفسي التي فديتها.