شرف البتولية
البتولية طريق مرتفعة. إنها شاهقة الارتفاع وليس شيئ أعلى منها ارتفاعاً في العالم. البتولية قوام جميع الحسنات. قياساَ على كل ارتفاع لنجدن البتولية أرفع منزلة إذ يليها جميع العالم. هي الرتبة الأولى التي أقام فيها آدم وتباهى بها قبل أن يأكل من الشجرة. بهذه الرتبة الممجدة المرتفعة الممثلة حسناً قامت حواء قبل أن تتكلم مع الحية. كان آدم قبل أن يأكل قائماً بدرجة الكمال، لأن البتولية هي الحسن الطبيعي ولا يقبل حسن البتولية زيادة. فهي تزهو مع الملائكة فوق العالم أتت من لدن آدم، وبلغت نوحاً وأظهرت حسنها لإبراهيم.
البتولية مرتفعة تسمو في العلاء وتجوز إلى مكان مركبة النور الإلهية. لم تنحنِ لآل ابراهيم، ولا لزواج نوح البار الذي عمّر الأرض، لأنها في آفاق غبريال كل يوم تتفرّس، وبغير التصاق تخدم اللاهوت مثل ميخائيل. تسير بالوحدة مصاحبة الملائكة، تنظر إلى القوات العالية الخفية. ليس ثمة التصاق أو زواج بينها.
أجنحة البتولية عظيمة بها تحلق فوق جام سمائي مرتفع بعيداً عن اهتمامات المسكن والأرضيات، ولا تطلب أن تقيم في العالم وتثبت فيه. لا تهتمّ قط بالبنين أو البنات بل تحب الاسم الحسن وتفتخر به.
هذا العالم ليس موضع البتولية فلا تقيم لها فيه ميراثاً بالياً. تولى وجهها المكان العالي بين الملائكة المرتفعين .