نستطيع أن نلقبه أيضًا بالرجل الكنسي Churchman. فقد أكد روحه الكنيسة لا بممارسة العبادات الكنيسة ولا برهبنته ولا بنواله نعمة الشموسيَّة والقسيسية فالأساقفة، ولا بحديثه المستمر مع شعبه عن الكنيسة وأسرارها الإلهية وعبادتها الجماعية، إنما بالأكثر وهو واعظ الجماهير الناجح لم يلهه إعجاب الجموع به ولا التفاف الكثيرين عن الدخول بهم إلى "الحياة الكنسية العملية" أو "الحياة السرائرية التقوية".
كان هذا الكنسي العظيم لا يكف عن التدريب مع شعبه على "حياة الشركة مع القديسين في المسيح يسوع" بإقامة احتفالات أسبوعية وأحيانًا مرتين وثلاث مرات في الأسبوع، يمجد الله في شهدائه وقديسيه في أعيادهم، حيث يحضر بنفسه ويشترك معهم في الصلاة والتسبيح، متحدثًا معهم عن حياة الشهادة والشهداء وفاعلية صلواتهم عنا. أحيانًا ينسى نفسه وسط هذا الجو السماوي فيقضى من الليل أغلبه، وأحيانًا يستمر الحفل الروحي حتى قرب الفجر أو الصباح المبكر.