رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العزلة تعلن حبه! لقد شعر القديس يوحنا باليُتم في كوكوزة -إن صح لنا هذا التعبير- فقد حرم من رعيته التي تمثل أحشاءه الداخلية وكل حياته، بل امتصت كل مشاعره وأحاسيسه. كان جسده وقلبه ولسانه وقلمه وكل طاقته وتصرفاته تتفجر حبًا! على العكس مما اتهمه به أعداؤه أنه كان متكبرًا محبا للعزلة عن الناس! في كوكوزة كان يشتاق لو زاره إخوته وأحباؤه، لكن البلد بعيد والطريق مملوء أخطارًا والجو رديء للغاية. لهذا كان كثيرًا ما يعلن لهم شوقه أن يراهم ويسمعهم، لكنه كان يعود يشدد عليهم إلا يخاطروا بالحضور إليه. ولم تكن لديه إلا وسيلة الرسائل يبعث بها وينتظر ردها، ولو أن البريد كان بطيئًا وكثيرًا ما كان السعاة يرجعون بها بسبب الخوف من اللصوص. تستطيع أن تلمس مشاعر الحب المرهفة للبطريرك المتألم في كلمته التي وجهها إلى الدوق ثيؤدوسيوس: [إنك لم تكف عن تقبيل رسائلي، أما أنا فقد قبَّلت كاتب الرسالة. حوطتُ بيدي حول عنقه، وقبَّلت رأسه الغالية عليَّ. أية تعزية لي، فإنه لم تصلني رسالتك، بل (كأنني) رأيتك بجواري، تحيا معي!(36)] لقد رأينا في أكثر إسهاب كتاباته لشماسته أولمبياس المتفجرة برائحة الحب الروحي الحقيقي! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |