منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 09 - 2021, 06:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,207




القديس يوحنا وسفريان أسقف جبالة

القديس يوحنا وسفريان أسقف جبالة

إن كانت ضيقة يوحنا الذهبي الفم قد وصمت تاريخ البابا ثاوفيلس السكندري، فإن الأب سفريان أسقف جبالة بسوريا Severian of Gabala ربما قام بدور أخطر وأبلغ أثرًا، خاصة أنه كان مقيمًا بالبلاط وعلى علاقة وثيقة بالإمبراطورة.
يذكر لنا المؤرخان سقراط وسوزومين(63) أن سبب مجيء هذا الأب إلى القسطنطينية هو حب المال، فقد رأى أن الأب أنتيخوس أسقف Ptolemais بفينيقية قد زار القسطنطينية وكان يعظ بها ثم عاد إلى كرسيه يحمل مالًا كثيرًا(64)، لكن الاحتمال الأكبر أن هذا مجرد اتهام وصم به هذا الأب نتيجة أخطائه المتكررة في حق الكنيسة، بتدبيره المكائد لاستبعاد القديس يوحنا الذهبي الفم عن كرسيه، لكن ما يمكن قوله إن "الذات البشرية" هي سرّ بقائه في القسطنطينية تاركًا كرسيه، فمن أجل الكرامة البشرية، كان يحتفظ بصداقته مع الإمبراطورة والإمبراطور.
قال عنه جيناديوس: [كان سيفريان (سيفريانوس) Severianus أسقف كنيسة جبالة متعلمًا في الكتب المقدسة، واعظًا عجيبًا، لهذا كثيرًا ما كان يدعوه الأسقف يوحنا والإمبراطور أركاديوس للوعظ بالقسطنطينية. لقد قرأت له "تفسير الرسالة إلى أهل غلاطية"، كما قرأت له "عن العماد وعيد الغطاس" عملًا صغيرًا جذابًا للغاية. وقد مات في عهد ثيؤدوسيوس ابنه بالمعمودية(65).]
يقول عنه(66) Quastcn أنه يمثل أهمية خاصة كمفسرٍ اِتبع طريقة مدرسة إنطاكية دون أن يحيد عنها. كان مدافعًا عن الإيمان النيقوي ضد الهراطقة واليهود، لكن تنقصه الأصالة، مملوء كراهية. كان ساذجًا في فهمه للعالم، غير علمي، لا يتردد في تفسير حتى القصائد الشعرية الخاصة بالعهد القديم في أكثر تعبيراتها المجازية تفسيرًا حرفيًا، مستخدمًا إياها كمصدر للعلم الطبيعي.
ارتبط بصداقة قوية مع القديس يوحنا الذهبي الفم، حتى أنه في يناير سنة 401م إذ اضطر القديس يوحنا للسفر إلى أفسس ليوفق بين الطرفين المتعارضين في شأن ترشيح رئيس أساقفة أفسس، كما عقد بها مجمعًا حرم فيه ست أساقفة سيموا بالسيمونية (67)، ترك أمر الوعظ في القسطنطينية لصديقة سفريان المقيم بالبلاط.
في أثناء غياب الأب البطريرك يوحنا ساءت العلاقات بين سفريان والشماس صرابيون الذي أوكل له البطريرك تدبير إدارة الإيبارشية. بلغ الاحتداد أشده، إذ رأى صرابيون في الأسقف أنه يحاول التفوق على أسقفه يوحنا ليأخذ شعبيته في الوعظ، وربما حسد الأسقف سفريان صرابيون الشماس لأنه قد أوكل إليه تدبير كل شئون الأبروشية.
فلما عاد الأب البطريرك إلى القسطنطينية، اشتكى له الأسقف سفريان صرابيون أنه كان يتعمد الإساءة إليه واهانته، فقد رآه ولم يقف له. وفي نفس الوقت روى صرابيون لأسقفه ما قصد سفريان في وعظه أثناء غيابه. فتألم القديس يوحنا من الأسقف سفريان، لكنه اضطر لإرضائه أن يعقد مجمعًا ينظر في شكواه، فيه عزل المجمع صرابيون أسبوعًا عن الشموسيَّة. أما سفريان فأصر على عزله المطلق، الأمر الذي أغضب الأب البطريرك جدًا وخرج من المجمع، وبقى الأمر معلقًا وظل لا يلتقي مع سفريان في أي جلسة خاصة، بل وطلب إليه بشدة أن يرجع إلى إيبارشيته، قائلًا له: [لا يليق بك أن تترك إيبارشيتك التي أؤتمنت عليها هكذا بغير رعاية، محرومة من أسقفها مدة طويلة. أسرع اهتم بكنائسك، ولا تهمل الوزنات التي وهبت لك(68).]
للحال بدأ الأسقف سفريان يعد نفسه للرحيل، وإذ سمعت الإمبراطورة أفدوكسيا استدعته من سفره، وأسرعت إلى البطريرك يوحنا في كنيسة الرسل، وحملت ابنها، ولى العهد ثيؤدوسيوس الصغير، ووضعته على ركبتيه، واستحلفته به أن يصطلح مع سفريان. فرضخ يوحنا لطلبها واِصطلح معه ظاهريًا(69) اِتقاء شرٍ أعظم، لكن بلا شك لم يكن سهلًا على امرأة، هي في عينها سيدة النساء في الشرق، لا بل والمهيمنة على شئون المملكة لضعف شخصية زوجها، أن تقف مثل هذا الموقف في الكنيسة قدام الشعب.
ربما كان يمكن أن تعبر هذه الأحداث بسهولة ويسر، ولا تدفع به إلى طريق الألم، وكان يمكن للملكة أن تنسى هذا الموقف إن آجلًا أو عاجلًا لكن سرّ تضخيم هذه المواقف كان نزولها إلى القاعدة الشعبية، إذ يبدو أن الأسقف سفريان قد أفصح بطريق أو بآخر بما يسيء إلى الأب البطريرك في غيابه، لذلك اضطر الذهبي الفم بعد عودته أن يتحدث مع شعبه عن ارتباطهم به قائلًا:
[إن كان يليق بالجسد أن يبقى متحدًا مع الرأس هكذا تكون الكنيسة متحدة مع أسقفها، والشعب مع حاكمة.
وكما أن الأغصان ثابتة في الأصل، والأنهار في ينابيعها، هكذا يرتبط الأولاد بالأب والتلاميذ بالمعلم...]
انطلق يشكرهم بطريق غير مباشر عن ارتباطهم به وعدم التفاتهم لأية أقاويل أو مكائد. ولعل الشعب قد أدرك ما يقصد القديس يوحنا.
ربما شعر الشعب أو قد بلغه ما حدث في المجمع المنعقد لمحاكمة الشماس صرابيون كطلب سفريان، وربما خرجت الأخبار مبالغًا فيها، الأمر الذي أثار نفوس الكثيرين، حتى أدرك القديس يوحنا أنه قد يفلت الأمر من بين يديه، فيثور الشعب ضد سفريان، ويجد نفسه في مأزق يسيء إليه، لهذا أسرع بالحديث مع شعبه عن السلام والوحدة ويهدئ نفوسهم تجاه الأسقف سفريان، فاستراحت النفوس، وظهرت علامات القبول على ملامحهم. فأكمل خطابه قائلًا:
[أشكركم لموافقتكم لي على ما أقوله...
إذ أذكر اسم سفريان لا أجد من يعارض، أنتم إذن تقدمون لله تقدمه سلام حقيقي!
بحبكم قبلتموه! بأذرعكم المفتوحة استقبلوه، ولا تذكروا أحزان أمس. لنصل جميعًا كي يحفظ الله كنيسته في سلام غير منقطع!(70)]
وفى اليوم التالي استطاع أن يقف سفريان بين الشعب على المنبر يتحدث معهم لكي يستريح قلبهم تجاهه. حدثهم ببلاغته المعهودة عن السلام قائلًا:
[اليوم، الكنيسة في سلام والهراطقة في حزن...!
حملان الرب في أمان، والذئاب في هياج...!
الكنيسة تشرق ببهاء السلام، الذي هو شهوتنا...!
هوذا اليوم نرى السلام حالًا، السيد المسيح يحتضنا على صدره المملوء حبًا. إنه يشهد للوحدة التي تضمنا بين ذراعيها، فتجعل في الجسدين روحًا واحدًا...
بالأمس، نادى أبونا -المعتبر الأول- بالسلام، في عبارات إنجيلية، واليوم هو دوري أنا!
بالأمس مد يده وقابلني بكلام سلام، واليوم افتح أنا قلبي، أفتح ذراعي! أقدم نفسي للرب، ذبيحة سلام...
لقد نزع الله الخصام وثبت الوئام...
إني أحدثكم عن حيل إبليس الذي لا تجهلون طرقه. فقد رأى صلب إيمانكم قد حمل ثمار الأعمال الصالحة فاحترق غيظًا، وأراد أن يبدد الاتفاق ويهدم المحبة، وينزع السلام!(71)]
بهذا استراح قلب الشعب، وبقى الأسقف في القسطنطينية يحمل في أعماقه حسدًا وغيرة تجاه البطريرك، إلى أن حلت ساعة التجربة، فكشف سفريان عن عداوته الخفية، حيث قام بدور رئيسي في مجمع السنديان عام 403م لمحاكمة الأب البطريرك، بل ووقف أمام الشعب يبرر قرار المجمع بحرمان بطريركهم(72). وهو المسئول الأول عن صدور القرار الإمبراطوري بنقل البطريرك من منفاه بكوكوزه Cucusus إلى بيتس Pitys حيث تنيح في الطريق بسبب قسوة معاملة الجند له.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا أسقف أورشليم
ماقالة🪔 القديس يوحنا أسقف الأشمونيين عن القديس العظيم الانبا انطونيوس
القديس يوحنا أسقف بوليبوت
القديس الأنبا يوحنا أسقف غزه
القديس أنبا يوحنا أسقف أورشليم


الساعة الآن 02:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024