رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يحتلّ دير القدّيس جاورجيوس، الأكثر تكريمًا في الشرق الأدنى، موقعًا يتميّز بجماله الطبيعيّ الخلاّب وبخصوصيّة محيطه. فهو يقع على تلّة، في جبل أنصاريّة، ترتفع مائة وخمسين مترًا عن سطح البحر وتبعد ستّين كيلومترًا عن حمص. تحوط به من جوانبه كافّة تلال مكوّرة القمم، وإحداها، وهي مجاورة، تكلّلها "قلعة الحصن" الصليبيّة الشهيرة، التي تشرف على المنطقة بأسرها؛ غير أنّ موقع دير القدّيس جاورجيوس لا يقلّ عنها روعة. تكسو سفوح هذه التلّة أشجار الزيتون والسنديان والكروم، مؤلّفة رداءً جميلاً من اللون الأخضر المتفاوت الظلال. وفي يوم طقسٍ جميل صافٍ يمكنك رؤية تعرّجات جبل لبنان الممتدّة جنوب الموقع. رغم أنّ الدير، جغرافيًّا، قائم ضمن حدود مطرانيّة عكار، إلاّ أنّه يتبع مباشرة الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ في دمشق. الدير في قضاء تلكلخ، محافظة حمص، وهو تاليًا في منتصف الطريق بين حمص وطرابلس، على حدود وادي النصارى، أي على الطرف الشماليّ الأقصى لسهل وادي البقاع، ويشكّل بذلك ممرًّا استراتيجيًّا يصل سورية الداخليّة بشاطئ البحر المتوسّط. فمنذ أقدم العصور، عبَر التجّار والجنود هذه المنطقة الخصبة. وعندما احتلّها الصليبيّون أدهشهم عدد الجِمال التي كانت ترعى في حقولها الخضراء. تتدفّق، من التلال الواقعة غرب الدير، ينابيع كثيرة تصبّ في بحيرتين، ترويان حديقة الدير التي يزرع فيها الرهبان شتّى أنواع الخضار. وأحد هذه الينابيع يغذّي آبار الدير بالمياه عبر نظام صرف خاصّ. "الحميراء"، موقع معروف منذ العصور الغابرة، ويروى أنّ معبدًا قديمًا كان قائمًا إلى جانب الدير. وفي اللغة الآراميّة كلمة "الحَمايرة" تعني "القويّ" أو "المنيع". وقد يشير هذا الاسم أيضًا إلى التربة الحمراء الخصبة الموجودة في المنطقة. كما أنّ وجود المعبد الوثنيّ والدير في هذا الموقع، مرتبط بنبع الفوّار العجائبيّ الذي يفيض من مغارة مجاورة، وكان يُعرف، في ما مضى، بالنهر "السبتيّ". ويخبرنا المؤرّخ اليهوديّ فلافيوس يوسيفوس (37 – 100 م.)، في وصفه رحلةَ طيطس، في طريق عودته إلى روما، بعد انتصاره على اليهود في العام 70 م. (الحرب اليهوديّة، 7 : 96)، أنّ مياه هذا النبع تتدفّق أيّام السبت فقط. وقبل ذلك بزمن طويل، في العام 1990 ق.م.، بنى الفرعون المصريّ سيتي الأوّل، والد رعمسيس الثاني، قلعة اسمها شبتون أي "السبت" باللغة المصريّة القديمة، حيث تقوم اليوم قلعة الحصن. يبقى دير القدّيس جاورجيوس – الحميراء محجّة مهمّة، إذ يقصده المسيحيّون من جميع أنحاء العالم الأرثوذكسيّ، بما في ذلك سورية ولبنان وفلسطين والأردن واليونان وروسيا والغرب. ويعجّ الدير عادةً بأعداد هائلة من المؤمنين، وبخاصّة في عيد الظهور الإلهيّ وعيدَي الدير السنويّين: القدّيس جاورجيوس 6 أيار وعيد رفع الصليب المقدّس (14 أيلول)، وذلك لتعميد أطفالهم ولاسيّما الأبكار منهم. |
08 - 01 - 2022, 05:27 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ
فى منتهى الروعه الرب يباركك |
||||
28 - 02 - 2022, 10:03 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طروباريّة القدّيس جاورجيوس كارسليذيس |
تذكار نقل رفات القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس… |
انتشار تكريم القدّيس جاورجيوس |
ديرالقديس جاورجيوس الحميراء البطريركى |
دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي |