عَميقٌ هو ارتِباطُ الصَّليبِ بِالنُّورِ والقِيامَة، وأَمرٌ بَديعٌ ما نَجِدُهُ عن الصَّليبِ مِن فُسَيفسَاءَ وزَخرَفَةٍ عندَ الجَماعَاتِ المَسيحِيَّةِ الأُولى. ففي كاتِدرائيَّةِ القِدّيسِ أبوليناريوسَ، في رَافين في إيطاليا مثلًا، فُسَيفَساءُ رائعةُ الجَمالِ مِنَ القَرنِ السَّادِسِ ميلادي، وَسَطُها صَليبٌ Crux gemmate، أي صَليبٌ مُرَصَّع، وفي وَسَطِهِ الرَّبُّ يَسوعُ المَسيح، وعن يمينٍ الصَّليبِ ويَسارِه النَّبيّان موسى وإيليّا. وتَحتَهُ مُباشَرَةً ثَلاثَةُ خِرافٍ يُمثّلونَ تَلاميذَ الرَّبِّ بُطرُسَ ويُوحنّا ويَعقُوب. نَعم إنَّهُ حَدثُ التَّجلّي، والفَنِّ الكَنَسيّ هُنا يُترجِمُ حَدَثًا ثُلاثِيًّا: الفِداءُ والمَجدُ الإلهيُّ والنُّورُ غيرُ المَخلُوق.
ولا ننسى أنَّ عيدَ رَفعِ الصَّليبِ الكَريمِ المُحيي الّذي يَقعُ في الرَّابعَ عَشرَ مِن شَهرِ أيلول، يأتي بعدَ ٤٠ يومًا مِن عِيدِ التَّجلّي، وفي خِدمَةِ عِيدِ التَّجلّي نُرَتِّلُ كَطافسيّات الصَّليب، أي قِطعَ صَلاةٍ تَتكَلَّمُ على مَعنى الصَّليبِ مِنَ العَهدِ القَديمِ إلى العَهدِ الجَديد.