|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
14 - 09 - 2021, 01:00 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
سمعان القيرواني  فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ ...، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ ( مرقس 15: 21 ) نقولها بكل يقين إنها ليست الصدفة العمياء هي التي أدَّت إلى التقاء سمعان القيراني بالمسيح وهو حامل صليبه، بل هو الترتيب الإلهي الدقيق والحكيم. وكما قادَت العناية الإلهية سمعان البار في بداية حياة المسيح ليدخل إلى الهيكل في نفس لحظة دخول المطوَّبة مريم بالطفل السماوي لِتُقَدِّم الذبيحة التي قال عنها الناموس، فَتَشَـرَّف سمعان بحمل ذلك الطفل الإلهي؛ هكذا قادَت العناية الإلهية سمعان القيرواني في نهاية حياة المسيح على الأرض ليلتقي به، وهو مزمع أن يُقَدِّم نفسه باعتباره الذبيحة الكاملة، فتشـرَّف بأن حَمَل صليب يسوع! لقد وعد سمعان آخر، هو التلميذ ”سمعان“ بطرس، بأن يسير مع الرب هذا المشوار، لكنه فشل. لكن إن فشل واحد، فإن الله عنده دائمًا رجال يظهرهم في الوقت المناسب، فالله – كما قال المعمدان - قادر أن يُقيم من الحجارة أولادًا لإبراهيم ( مت 3: 9 ). ولقد اختفى من المشهد سمعان الغيور، أحد تلاميذ المسيح. واتضح أن غيرته لم تكن كافية، إذ فَرَّ مع باقي التلاميذ، هربًا لحياتهم. أما يهوذا سمعان الإسخريوطي، أمين الصندوق فثبتت خيانته، إذ أسلَم سيده نظير مبلغ زهيد، ثم مضـى وخنق نفسه. لكن إذا خاف سمعان الغيور، وخاب سمعان بطرس، وخان يهوذا سمعان الإسخريوطي، فإن الله هنا أبرز سمعان القيرواني. ويَطيب لنا أن نجد الأنسال الثلاثة لنوح مُمثلة في أحداث الصليب. ففي البداية نقرأ عن هذا القيرواني الإفريقي الذي حمَل الصليب خلف يسوع، وهو يمثل نسل حام؛ وبعده قائد المئة الروماني الذي شهد قائلاً: «حقًّا كانَ هذَا ابنَ اللَّهِ!» ( مت 27: 54 )، وهو يمثل نسل يافث، وأخيرًا فإن يوسف الرامي اليهودي الذي كفَّنه ووضعه في قبره الجديد، يمثل نسل سام. ويُشير البشير مرقس إلى أن سمعان هذا هو أبو الكسندرس وروفس ( مر 15: 21 )، مما يُعني أن ولديه آمنا بالمسيح وكانا معروفين في الكنيسة الأولى. ويُشير الرسول بولس أيضًا إلى أُم روفس في رسالة رومية 16: 13 التي يُعتقَد أنها امرأة سمعان. وهذا معناه أن البيت كله آمن بالمسيح. ولو كان ذلك كذلك كما نعتقد، هل تكون الصُدف العمياء هي التي رتَّبت لقاء سمعان القيرواني بالمسيح، أم أن وراءه ترتيب العناية الإلهية، واختيار النعمة السماوية؟ 
|
 |
|
العرض العادي
