رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أوغسطينوس لكنك قد تقول إنني حصلت على مأدبة غالية وأقتات بقوت غال وأما الفقير فبماذا يقتات؟ بطعام رخيص حسنا ولكن بعدما تشبعان عندما يدخل الطعام الثمين إلى جوفك أسالك ماذا يكون حال دخوله؟! لو كان في داخلنا مرآة أما كنا نخجل من كل الأطعمة الغالية التي شبعنا منها؟! الفقير يجوع والغني أيضا الفقير يطلب شبعا والغني أيضا الفقير يشبع بطعام زهيد والغني بقوت غال لكن كلاهما تشابها في الشبع أحدهما يصل إلى رغبته بطريق قصير والآخر بطريقٍ ملتوٍ. قد تقول إنني أتلذذ بالأكثر بطعامي الثمين حقا بل ويصعب أن تكتفي وترضي بما أنت عليه إنك لم تختبر اللذة التي يخلقها الجوع لست أقول هذا لكي أجبر الغني أن يقتات بطعام الفقير وشرابه بل فليعملوا بحسب ما أعتاد ضعفهم عليه لكنهم يجب أن يحزنوا لعدم قدرتهم على العمل بخلاف ذلك (أي أكل الطعام الزهيد) إن كان الفقير لا ينتفخ بفقرة فكيف تنتفخ أنت بضعفك؟ استخدام كل ما يحلو لك وكل الطعام الغالي لأنك اعتدت عليه ولا تستطيع أن تفعل غير هذا لأنك تمرض إن غيرت ما قد اعتدت عليه. إنكما تسلكان طريقًا واحدًا وهو لا يحمل شيئا أما أنت فمثل للغاية إنه لا يحمل شيئًا معه وأنت تحمل فوق احتياجك أعطه مما هو معك وبذلك تقوته وفي نفس الوقت تخفف من حملك. |
|