في ذات يوم قال يوناثان لحامل سلاحه "تعال نعبر إلى حفظة الفلسطينيين .. ولم يُخبر أباه". وهنا نرى الإيمان الفردي الذي يعمل مع الله بالاستقلال عن الآخرين. وبين المعابر التي التمس يوناثان أن يعبرها سن صخرة من هنا وسن صخرة من هناك. وهذا هو طريق الإيمان. إنه الطريق الضيق وسط الصعوبات. اسم الصخرة الأولى "بوصيص"، ومعناها "لمعان" واسم الأخرى "سنه" ومعناها "شوك". وهذا ما يقدمه العالم للمؤمن، إما بريق وإغراء ومجد عالمي، أو اضطهاد وأشواك ومقاومات. لكن الإيمان يغلب العالم. السن الواحد مقابل "مخماس" ومعناها "اختفاء أو مكنوز"، والآخر مقابل "جبع"، ومعناها "ارتفاع أو ظهور". ففي طريق الإيمان هناك وقت للإختفاء والإختلاء مع الله، وهناك وقت للظهور والخدمة العلنية. وهذا ما حدث مع إيليا إذ قال له الرب "اذهب اختبئ" وبعد أيام كثيرة قال له "اذهب تراء لآخاب".