الإمبراطور تراجان
(18 سبتمبر 53 - 8 أغسطس 117 م.)
ترجع أهمية تراجان Trajan بالنسبة لموضوعنا إلي أنه:
1 – أول إمبراطور يعلن أن المسيحية ديانة محرمة.
2 – أحياء التشريعات الصارمة ضد جميع الهيئات والجماعات السرية. وقد اعتبرت اجتماعات المسيحيين الدينية من هذا النوع.
وقد ظلت الدولة تسير في تعاملها مع رعاياها المسيحيين، على هدى هذه القوانين التي استنها تراجان لأكثر من قرن من الزمان.
وتظهر روحه العدائية تجاه المسيحيين من رسالة له ردًا على رسالة أرسلها له بليني حاكم ولاية بيثينية بآسيا الصغرى بين سنتي (109-111) كان بليني هذا يرى المسيحية خرافة دنيئة متطرفة، وبالجهد يتحدث عن إقبال الجماهير عليها. لقد أرسل للإمبراطور تراجان يخبره بأن هذه الخرافة تزداد انتشارًا باستمرار – ليس فقط في مدن آسيا بل حتى في قراها أيضًا... وأنه أصبح له سلطان على الناس من كل سن ومركز وجنس حتى المعابد الوثنية هجرت، وكسدت تجارة الأشياء التي تقدم قرابين للآلهة. ولكي يضع حدًا لهذا الانتشار المضطرد، حكم على كثير من المسيحيين بالموت، وأرسل بعضًا آخر ممن كانوا يتمتعون بحقوق المواطنة الرومانية إلي المحكمة الإمبراطورية بروما.
لكنه سأل الإمبراطور مزيدًا من التعليمات بخصوص طريقة معاملة المسيحيين وهل يراعي كبر السن، أم يعتبر مجدر حمل اسم (مسيحي) جريمة.
وقد أجاب تراجان على هذه الاستفسارات برسالة جاء فيها (لقد سلكت يا صديقي الطريق السوي فيما يختص بالمسيحيين، لذا لا يمكن وضع قاعدة عامة تطبق على كل الحالات في هذا الصدد. لا ينبغي السعي في طلبهم، لكن إذا أشتكي عليهم أحد وجدوا مذنبين فلابد من معاقبتهم. ومع ذلك. فإذا أنكر أحد أنه مسيحي وبرهن على ذلك عمليًا بالتضحية لآلهتنا فليصفح عنه بنًاء على توبته...) وبناء على قرار الدولة هذا تعرض المسيحيين لاضطهادات عنيفة. وقد أصاب سوريا وفلسطين ومصر على وجه الخصوص الكثير منها., فلقد وجه اليهود المتعصبون اتهامًا لسمعان أسقف أورشليم، وحكم عليه بالموت صلبًا سنة 107، وهو في سن المائة والعشرين. وفي نفس هذه السنة تقريبًا حكم على القديس أغناطيوس أسقف إنطاكية بالموت، وأرسل إلي روما، وألقي للوحوش الضارية في الكالسيوم.