رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأ الصدام بين القديس البابا شنوده الثالث وبين الرئيس المتعجرف السادات منذ أحداث حرق كنيسة الخانكة عام ١٩٧٢ م من قبل المتطرفين وبدلاً من أن يتدخل الأمن لحماية الأقباط ، قام بأغلاقها بحراسة مشددة ..! توالت الإعتداءات على الكنائس وحرقها واحتج البابا على تخاذل رجال الدولة في حماية الأقباط ، وفرض البابا على نفسه صومًا قائلاً : لن تراني الشمس أكلاً حتى يحل الأمر .. وظل صائمًا ودخل الصدام في مرحلة من مراحله حينما اعتزم السادات إجراء معاهدة السلام مع إسرائيل، وطلب من البابا شنوده أن يرافقه في الذهاب إلى إسرائيل وأن يسمح للأقباط بالذهاب إلى القدس فكان رد البابا شنوده إنه لن يستطيع الذهاب إلا ومعه شيخ الأزهر ، وإن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا مع إخواتهم المسلمين .. واحتد الصدام عام ١٩٧٧ م في محاولة السادات تطبيق الشريعة الإسلامية وبالتحديد تطبيق قانون الردة الذي يجيز قتل المسيحي الذي يريد العودة إلى دينه بعد تركه .. ووقف البابا بشجاعته المعتادة واحتج على هذا الموضوع ، وأرسل للسادات مذكرة طويلة مستفيضة جاء في سطورها هذه الكلمات الجرئية : تطلع علينا الصحف كل يوم بمشروعات قوانين تفوح رائحة الدم من بنودها ومن نصوصها .. وتكررت الإعتداءات مرة أخرى على الأقباط بأنواع وطرق شتى ، وتكلم البابا متأثراً حزينًا على أبنائه ولم يسمع له أحد وحاول البابا شنوده مقابلة الرئيس ولكن السادات رفض مقابلة البابا .. ولم يلتقى البابا بالسادات منذ عام ١٩٧٧م حتى قُتل السادات في أحداث المنصة عام ١٩٨١ م .. وفي عام ١٩٨٠م تعاقبت الأحداث وهيمنت الجماعات المتطرفة فاجتمع المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنوده الثالث وبعد أن درس حالة الأقباط والشكاوى العديدة التى تقدمت منهم من كل المحافظات بمصر، ومن الطلبة فى المدن الجامعية وخارجها، وما يتعرض له الأقباط من إهانات وشتائم واتهام بالكفر، وألوان من الإثارات واعتداءات على أرواحهم وكنائسهم، وخطف للفتيات المسيحيات، وتحويل البعض عن دينهم بطرق شتى .. قرر المجمع المقدس برئاسة البابا شنوده إلغاء جميع الإحتفالات بعيد القيامة المجيد هذا العام، والاكتفاء بالصلاة فى الكنائس وعدم تقبل التهانى بالعيد واعتكاف الأباء المطارنة والأساقفة في الدير خلال العيد وعدم صلاتهم في كنائسهم .. وذهب قداسة البابا شنوده الثالث إلى الدير يوم جمعة ختام الصوم ، وأغلق الكاتدرائية المرقسية الكبرى .. وذلك تعبيراً عن الآلام التى يعانيها الأقباط .. وجن جنون السادات وابتدأ يعد ويدبر ويخطط للتخلص من البابا شنوده ومعه كل معارضيه وكل من لا يؤيده .. وجاء يوم ٥ سبتمبر المشئوم وقام السادات المتغطرس بالتحفظ على قداسة البابا شنوده الثالث وتحديد إقامته وتعيين لجنة لإدارة شئون الكنيسة .. قبل هذا التاريخ بيوم واحد كان قد قرر قداسة البابا الإعتكاف في الدير لفترة ، في وحدة وهدوء وكتب في مجلة الكرازة : إن حياة البرية لها جمالها الروحي الذي اشتهاه أباؤنا .. كانت مبادئ البابا السامية ونقاوته وشجاعته ومجاهرته بالحق تقف حائلاً أمام كبرياء السادات وفساده فكان الصدام لابد منه لا محالة .. ولكن كيف يمد السادات يده إلى مسيح الرب البار الطاهر ويصمت الله .. فضربه الله شر ضربة أودت بحياته إلى الموت وخرج البابا شنوده من الدير بعد أن نال بركة هذه الضيقة بسنوات عاش واعطى وعمل وعلم وعمر وخدم ، وصارت الكنيسة في عصره مزدهرة أكثر من أي وقت في التاريخ ولم تشهد الكنيسة عصر به هذا النمو والإزدهار في تاريخها مثلما شهدته في حبرية البابا شنوده الثالث في كل مجال وخدمة ورعاية .. بركته المقدسة تشملنا جميعًا أمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مواجهة طوبيت البار التجارب الخارجية |
لقطات من حياة البابا كيرلس السادس |
لقطات مهمة في حياة البابا كيرلس |
لقطات من حياة البابا كيرلس |
لقطات من حياة البابا كيرلس السادس |