أما أنا فأغني بقوتك، وأرنم بالغداة برحمتك. يا قوتي لك أرنم
( مز 59: 17 )
في كلمة الله نجد الصورة الكاملة للنفس البشرية، سواء من حيث مظهرها الخارجي، أو من جهة حالتها الداخلية، وهذا ما يمكن أن نرى أنموذجاً له في مسيح الرب "داود". فالأسفار التاريخية تبرز لنا الصورة الخارجية لحالة النفس، أما سفر المزامير فيدخل بنا إلى أعماق النفس ويكشف ما بها من مكنونات وما هي عليه في الحقيقية. إن الصورة الخارجية تبرز ما تبدو عليه النفس أمام الناس والقديسين، أما الحالة الباطنية فتكشف ما نحن عليه أمام الله. إن الحالة الخارجية قد تبرز ما هو من الإنسان، أما الحالة الباطنية فتكشف ما هو من الإيمان. فهذه الحالة المزدوجة هي ما نرى عليه القديسين في أحوال كثيرة.