من خلال الممارسة والتعمّق النظري للحوار بين الإيمان المسيحي والتقاليد الدينية الأخرى، تتوالد أسئلة جديدة، يُسعى لإيجاد إجابات عنها من خلال تبني طرق جديدة في البحث وتقديم مقترحات وسلوكيات تفترض تمييز دقيق. في هذا البحث يأتي هذا الإعلان ليذكّر الأساقفة واللاهوتيين وكل المؤمنين الكاثوليك ببعض المحتويات العقائدية التي لا يمكن التنازل عنها والتي يمكن أن تساعد التفكير اللاهوتي في اكتشاف حلول متطابقة مع معطيات الإيمان وقادرة على الإجابة على التحديات الملّحة للثقافة المعاصرة. ليس الغرض من الأسلوب العرضي لهذا الإعلان بحث الإشكالية المتعلقة بوحدانية وعالمية خلاص الرب يسوع والكنيسة، ولا اقتراح حلول للمسائل اللاهوتية التي يمكن مناقشتها بحرية ولكن هدف هذا الإعلان هو إعادة طرح عقيدة الإيمان الكاثوليكي في هذا الخصوص مشيراً في الوقت ذاته إلى بعض المشاكل الأساسية التي تظل مفتوحة للبحث العميق، ودحض بعض الأوضاع الخاطئة والغامضة. لهذا فإن الإعلان يتناول العقيدة المعلنة مما أصدرته السلطة الكنسية من وثائق بهدف الإلحاح والتركيز على بعض الحقائق التي تشكّل جزءاً من التراث الإيماني للكنيسة.