أن القديس أنسلموس كتب قائلاً: أنه حيثما توجد طهارةٌ عظمى فهناك تصادف محبةٌ أسمى: وهكذا بمقدار ما يوجد القلب طاهراً نقياً فارغاً من حب الذات، فبأكثر من ذلك يوجد مملؤاً من المحبة لله. فمريم البتول الكلية الطهارة والقداسة، لأجل أنها كانت متضعةً بكليتها، وفارغة القلب من حب الذات، قد وجدت من هذا القبيل موعبةً من المحبة الإلهية، حتى أنها فاقت بالحب له تعالى على جميع البشر والملائكة أيضاً، كما قال القديس برنردينوس: أن حبها لأبنها قد سما على حب سائر المخلوقات له عز وجل: ولذلك بالصواب قد سماها القديس فرنسيس سالس: سلطانة الحب: فالرب قد أمر الإنسان بأن يحبه من كل قلبه بقوله: حب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك: (متى ص22 ع37) الا أن هذه الوصية ستوضع بالعمل من البشر بالتمام والكمال لا في هذه الأرض بل في السماء، حسبما يقول القديس توما اللاهوتي.