![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة رفقة ![]() «قَالُوا لَهَا: هَل تذهَبِينَ مَعَ هَذا الرَّجُلِ؟ فَقَالَت: أَذهَبُ» ( تكوين 24: 58 ) في تكوين 24 نقرأ قصة الأب الذي أرسل عبده ليأخذ زوجة لابنه؛ الابن الذي عبرَ مِن قبل خلال الموت والقيامة في مثال. وهذا العبد هو رمز جميل للروح القدس الذي يدعو الآن شعبًا على اسم الرب. ونقرأ أولاً عن تفويض العبد للقيام بهذه المهمة (ع1-9). والعبد لم يذهب خاوي الوفاض، ولكنه أخذ معه عينات من غنى إبراهيم وإسحاق «وجَمِيعُ خَيرَاتِ مَولاَهُ فِي يَدِهِ» (ع10)، وكذلك عندما أتى الروح القدس سكن في المؤمنين كعربون الميراث الذي سينالونه. وعند البئر، نرى الله يُرشد العبد إلى الفتاة المُعيَّنة. وعندما قُبِلَ في البيت، كان فكره الأول إتمام مهمته «لا آكُلُ حتى أَتكلَّمَ كلاَمِي» (ع33). وفي هذا يرمز لعمل الروح القدس الذي جاء ليتكلَّم عمَّن أرسله. «ومتى جَاءَ المُعزِّي الذي سأُرسلُهُ أَنَا إِليكُم من الآبِ، رُوحُ الحَقِّ، الذي مِن عند الآبِ ينبَثقُ، فهوَ يشهَدُ لِي» ( يو 15: 26 ). وهكذا يتحدَّث وكيل إبراهيم عن سَيِّده، وابن سَيِّده، وعن كل ممتلكاته، بل ويعطي رفقَة بعضًا من الأشياء التي أحضـرها. ونحن نقرأ أن «اَلآبُ يحبُّ الابنَ وقَد دفَعَ كُلَّ شيءٍ في يَدهِ» ( يو 3: 35 ). ونقرأ أيضًا قول الرب يسوع: «كُلُّ مَا للآبِ هوَ لِي» ( يو 16: 15 ). ولكن إسحاق لم يتمتع بهذه الأشياء بمفرده، كما قال الله عن آدم: «لَيسَ جَيِّدًا أَن يكُونَ آدَمُ وحدَهُ، فأصنعَ لهُ مُعِينًا (شريكًا) نَظيرَهُ» ( تك 2: 18 ). وكان عمل العبد هو أن يُحضـر رفقة، ولذلك أخذ ممَّا كان لإسحاق وأراه لرفقة، مُبرهنًا على صِدق كلامه. وهكذا قال الرب عن الروح القدس: «يَأخُذُ مِمَّا لِي ويُخبِرُكُم» ( يو 16: 14 ). ويقول لهم العبد: «لاَ تُعَوِّقُونِي» (ع56)، عندما اقترح أخوها وأُمها أن تمكث عندهم ولو عشـرة أيام. وهكذا يقول الروح القدس: «اليومَ» ( عب 3: 7 )، «هُوذَا الآنَ وقتٌ مَقبُولٌ» ( 2كو 6: 2 ). والسؤال الذي قُدِّمَ لرفقة هو: هل هي راغبة في أن تضع ثقتها في قيادة ذاك الذي أتى ليأخذها؟ فعندما سُئلت: «هَل تذهبِينَ مع هذا الرَّجُلِ؟»، كانت إجابتها «أَذهَبُ» (ع58)، وهكذا تنسـى ما هو وراء، وتمتد إلى ما هو قدام. وإذ تترك البيت القديم، تبتدئ في رحلة البرية تحت قيادة العبد، ناسية شعبها وبيت أبيها ( مز 45: 10 ). ومن المؤكد أنها لم تحاول أن تختار طريقًا خاصًا لها، فقد كانت قانعة بقيادة العبد، الذي كان قادرًا أن يُحضـرها إلى إسحاق. ونحن كذلك ننقاد بروح الله؛ المُرشد القائد الأمين في رحلتنا في البرية، إلى أن نراه وجهًا لوجه. |
![]() |
|