رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«ثَبَتتْ بِمَتانةٍ قَوْسُهُ، وَتشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِن يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ» ( تكوين 49: 24 ) القوة لا يمكن أن توجد بغير الاتكال على الله، وذلك لأنها ليست فينا بل في ذاك الذي يمتلكها كاملةً لحسابنا. وقد كان الإنسان يسوع المسيح المَثَل الأعلى الذي تجلَّى فيه هذا الحق واضحًا. فهو لم ينشد قوته في وقت من الأوقات إلا في الله، وما كان ممكنًا أن يكون الإنسان الكامل بغير ذلك. هو الذي قيل عنه في تلك النبوة القديمة المشهورة «مَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلَكِن ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَت سَوَاعِدُ يَدَيهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسرَائِيلَ» ( تك 49: 23 ، 24). نعم لقد أحاطته ورمَتهُ أرباب السهام ولكن لم تُفارقه قوته قط. وإن كانت قد بَدَت قوته تضعف بحسب الظاهر تحت ضغط العدو، لا سيما في بستان جثسيماني، ولكن ظل قوسه ثابتًا، وظلَّت قوته كاملة. وقد كان قوسه أقوى ما يكون فوق الصليب. نعم، لقد كان دائمًا رجل الاتكال، وكانت قوته دائمًا في هذا الاتكال، كما هو مكتوب «تَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ (أي قوي) يَعْقُوبَ». وهذا يتجلَّى في حياته، وفي موته، وفي قيامته. |
|