رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا وصلاته «فلَمَّا سَمِعتُ هَذا الكَلاَمَ جلَستُ وبَكَيتُ ونحتُ أَيَّامًا، وصُمتُ وصَلَّيتُ» ( نحميا 1: 4 ) لقد ابتدأ الله عملاً عظيمًا بواسطة نحميا، إذ كان هذا الرَجُل ذا قلب منكسر أمام الرب، ويعرف كيف يستخدم ركبتيه جيدًا؛ ولذلك نقرأ قول نحميا «جلَستُ وبكيتُ ونُحتُ أَيَّامًا، وصُمتُ وصَلَّيتُ أَمامَ إِلَهِ السَّماءِ». فدموعه كانت التعبير الخارجي لقلبه المنكسـر، ونوحه كان شهادة لاشتراكه الفعلي في آلام شعب الله، وصومه كان دليلاً على أن الحزن عميق في نفسه لدرجة أنه ترك مباهج الحياة. ولكن كل ما اعتمَل في داخله وجد مَخرجًا له في الصلاة. ونحميا في صلاته يُبرِّر الله ويعترف بخطايا الأُمة ويتشفع للشعب. أولاً: يُبرِّر نحميا ، ولكن كان هناك شيء آخر أعطاه الله لموسى، فبجانب مطاليب الناموس كانت هناك وعود الناموسالله في طرقه وفي صفاته. فهو «إِلهُ السَّمَاءِ، الإِلَهُ العظِيمُ المَخوفُ»، وعلاوة على ذلك فهو إله أمين «الحَافظُ العهدَ والرَّحمَة لمُحبِّيهِ وحَافظي وصايَاهُ» (ع5). ثانيًا: يعترف بخطايا بني إسرائيل، وهو إذ يفعل ذلك يضم نفسه معهم قائلاً: «أَخطَأنَا ... أَنا وبَيتُ أَبِي قَد أَخطَأنَا». وبدلاً من أن يُحبوا يهوه ويحفظوا وصاياه يقول: «لقد أَفسَدنَا أَمامَكَ، ولَم نَحفظ الوصَايا والفرائضَ والأَحكامَ التي أَمَرتَ بها» (ع6، 7)؛ ولذلك فقَدوا حقهم في رحمة الله على أساس الطاعة. ثالثًا: بعد أن برَّر نحميا الله واعترف بخطايا الشعب، فإنه يتقدَّم بالشفاعة من أجل الشعب وبشجاعة الإيمان يستند على أربع حجج مختلفة في شفاعته: (1) أمانة الله لكلمته. لقد اعترف لتوِّه أنهم لم يحفظوا وصايا الله التي أمرَ بها والتي أعطاها لموسى. فطلب نحميا من الله أن يذكر كلمة وعده التي أعطاها عن طريق موسى والتي قال فيها: «إِن خُنتم فإِنِّي أُفرِّقكُم فِي الشُّعُوبِ، وإِن رجَعتم إِليَّ وحَفظتم وصايايَ ..، إِن كانَ المَنفيُّون منكُم فِي أَقصَاءِ السَّماواتِ، فَمن هُناكَ أَجمَعهُم وآتِي بهم إِلَى المكانِ الذي اختَرتُ لإِسكَان اسمي فيهِ» (ع8، 9). (2) أن الذين يدافع عنهم نحميا هم عبيد الله وشعب الله «فَهُم عَبيدُكَ وشَعبُكَ الذي افتدَيتَ بِقُوَّتكَ العَظيمة ويَدكَ الشَّديدَة» (ع10). (3) ليسوا هم شعب الله فقط، ولكنهم شعب الله عن طريق الفداء (ع10). (4) ويختم شفاعته بأن يضم إليه كل الخائفين اسم الله ويطلب رحمة الله (ع11). وهكذا فبعد أن برَّر الله، واعترف بخطايا الشعب، فإنه طلب لأجل الشعب من الله، وذلك لأجل خاطر كلمته وشعبه وعمل فدائه ورحمته. . |
|