فإنه ـ تعالى ـ قد احتمل خبث الشيطان ومُخططاته خلال كل أجيال تاريخ الإنسان الساقط، وأجاز له في الواقع أن يُجرِّب أبوينا الأولين وهما في براءتهما، ويسمح له أن يلقي اتهاماته وتلميحاته أمام وجهه تعالى، وشكايته بأنه لا يوجد صلاح ولا صالح.
غير أن هذا جميعه قد أُجيز لتخرج لنا منه دروس للأبدية. فالشيطان إنما يذخر لنفسه غضبًا، وفي الوقت نفسه لن يكون من مَكرِهِ إلا أن يخدم أغراض الله البارة للبركة.