رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء الطاهرة مريم، تقدمت بوداعة، وانكسار قلب، لكهنة الهيكل، في اليوم الأربعين لولادتها الطاهرة لمخلص العالم؛ لتقدم ذبيحة عن تطهيرها! العذراء، وهى تعلم أنها والدة الإله، وهى متيقنة كيف حبلت بابنها القدوس، وتعلم قيمة ومقام المحمول بين يديها، لم تلتمس لنفسها استثناءً من واجبات الناموس، ومتطلبات التطهير، كباقي النساء اللواتي يلدن. لم تكن تعرف بعد، أن ابنها نفسه، سيُخضع نفسه للناموس، ويكمل كل بر. لم تكن سمعت بعد ابنها، وهو يعلّم: ما جئت لأنقض بل لأكمّل. لم تفكر إلى لحظة: هل ابنها الطفل الإلهي سيقبل الختان، أم أنه لا يحتاجه، سيخضع لناموس الأربعين أم يُعفى منه! ولكنها في براءة النفس الوديعة، وقفت في الطابور، تنتظر دورها بين النساء؛ لتقدم ذبيحة تطهيرها! فوجئت العذراء أن القديسين قد تجمّعوا حولها، يتكلمون عن وليدها الطفل الرضيع. سمعان الشيخ، وحنة بنت فنوئيل من سبط أشير، مع كل الذين يتوقعون فداءً في إسرائيل. كيف تجمّع هؤلاء؟ ومن الذي أعلمهم ودعاهم؟ لقد جاؤوا كسرب الحمام المبشِر بالخيرات والسلام. انجذبوا دون أن يدروا، إلى مشتهى الأجيال، الذي اشتهى أنبياء، وملوك، وآباء أن يروْه. لم تتعجب العذراء، فلقد سبق ان رأت الملائكة، والرعاة، والجموع، وقت ميلاد الابن العجيب. إنها تعودت على الملائكة، والقديسين، وصحبة الأبرار، كزكريا واليصابات. وكانت هذه الأم الأعجوبة والوديعة، تحفظ جميع هذا الكلام، متفكرة به في قلبها، المنوّر والهادئ والجميل. |
|