رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما بين الروح القدس والضمير الضمير بالطبع ليس هو الروح القدس. بل كما شرح قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الرب حياته- فإن الضمير هو المحكمة التى تحاكم الإنسان وتحاسبه على تصرفاته. وهو جزء من طبيعة الإنسان.. وضعه الله فى الإنسان ليراجع الإنسان ويحاسبه كما ذكرنا.. ولكن الضمير كمحكمة يستلم قواعد أو قوانين يسلك بمقتضاها. فإذا استلم قوانين غير سليمة، فإن أحكامه فى ضوء هذه القواعد والقوانين لا تكون سليمة بناءً على ذلك. ولهذا فإن الضمير من الممكن أن يخطئ فى أحكامه، كما أنه يتأثر بالعوامل التربوية والتأثيرات الخارجية. أما الروح القدس فإنه يرشد إلى جميع الحق (انظر يو16: 13). والروح القدس لا يمكن أن يخطئ. وهو يمكنه أن يصحح للضمير ما استلمه من قواعد بعيدة عن الحق الإلهى. لهذا قال السيد المسيح لشاول الطرسوسى قبل أن يصير بولس الرسول: “شاول شاول لماذا تضطهدنى.. صعب عليك أن ترفس مناخس” (أع9: 4، 5). كان شاول الطرسوسى يضطهد الكنيسة بجهل. ولهذا تدخل الله ليصحح له ولضميره ما كان يعتقد أنه صواب وهو خطأ وهو اضطهاد تلاميذ الرب يسوع المسيح. وقد استجاب بولس لنداء السيد المسيح ولم يرفس مناخس ضميره الذى استنار بالنعمة الإلهية. من الجانب الآخر نرى بيلاطس البنطى وهو يحاكم السيد المسيح إذ لم يجد فيه علة واحدة للموت وعلم أن رؤساء اليهود قد أسلموه حسداً.. وأثناء المحاكمة أرسلت إليه امرأته تقول: “إياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله” (مت27: 19). جاء إليه الإنذار أن يقتل البار وهو حاكم بإطلاقه، ولكنه خالف ضميره بعد الإنذار وحكم عليه بالموت صلباً إرضاءً لليهود، وخوفاً على منصبه ولن يجديه على الإطلاق أن أحضر ماءً وغسل يديه أمام الجميع قائلاً: “إنى برئ من دم هذا البار” (مت27: 25). كانت خطية اليهود أعظم من بيلاطس. ولكن بيلاطس لم يتبرر بغسل يديه لأنه لم يحكم بالحق والصواب. وإذ رفض الحق الأصغر لم يحدثه السيد المسيح عن الحق الأعظم حينما تساءل قائلاً: “ما هو الحق” (يو18: 38). كان الحق ماثلاً أمامه فى شخص السيد المسيح ولكنه لم يتمكن من قبوله لأن قلبه كان مائلاً بعيداً عن الحق. لهذا قال السيد المسيح “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37). |
|