رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فى إخراجه للشياطين “وكان يخرج شيطاناً. وكان ذلك أخرس. فلما أُخرِجَ الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع وأما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. وآخرون طلبوا منه آية من السماء يجربونه. فعلم أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. وبيت منقسم على بيت يسقط. فإن كان الشيطان أيضاً ينقسم على ذاته، فكيف تثبت مملكته؟! لأنكم تقولون إنى ببعلزبول أخرج الشياطين. فإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين، فأبناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن إن كنت بإصبع الله أخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله” (لو11: 14-20). اتهم اليهود السيد المسيح بأن به شيطاناً، بل تجاسروا أكثر واتهموه بأن به بعلزبول. وواجه السيد المسيح هذا الاتهام بأسلوب الحوار الهادئ الموضوعى، وذلك بالرغم من تجاسرهم الكائن ضد كلمة الله المتجسد. ونكرانهم لجميله فى شفاء أخيهم الأخرس الذى أذله الشيطان وعذبه. قدّم السيد المسيح دليلين على استحالة عمله بواسطة بعلزبول رئيس الشياطين: الدليل الأول: هو أن بعلزبول لا يعمل ضد مملكته وسلطانه فى البشر، ولا يخرج شياطينه من البشر وإلا تكون مملكته قد انقسمت على ذاتها. لا نتصور قائداً حربياً يطرد جنوده من المواقع التى استولوا عليها بمشقة واستعمروها. الدليل الثانى : أنه لو كان يعمل بواسطة بعلزبول رئيس الشياطين -ولهذا فمعه سلطان الرئاسة فى مواجهة الشياطين الأقل قدرة- فبمن يخرج تلاميذ المسيح الشياطين التى أخرجوها؟!. كان اليهود يريدون تصوير السيد المسيح، وكأنه يعمل بقوة بعلزبول الساكن فيه.. ففند السيد المسيح ادعائهم بالمنطق والحجة القوية. مُظهراً لهم أن الرسل يكونون قضاة لهم، لأنهم سوف يدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر. وبعدما أثبت السيد المسيح استحالة أن يكون بعلزبول هو الذى يخرج الشياطين، قدّم الحقيقة الإلهية الساطعة، وهى أنه بإصبع الله يخرج الشياطين، مؤكداً أن ملكوت الله قد أقبل على بنى البشر مُحرراً إياهم من سلطان إبليس جاعلاً إياهم مسكناً للروح القدس بعد إتمام الفداء على الصليب. وهكذا نقل السيد المسيح الحوار إلى إعلان قصد الله فى تجسد الكلمة الأزلى، ليسحق الشيطان ويحرر البشرية من سيطرته وسلطانه.. |
|