الرب كائن فى كل مكان
إن الرب لا تحده أرض ولا سماء، مجده ملء السماوات والأرض. لهذا قال المرنم: “أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك. وإن فرشت فى الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح وسكنت فى أقاصى البحر، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكنى يمينك” (مز139: 7-10).
إن المرنم يتكلم عن وجود الإله المثلث الأقانيم الآب والابن والروح القدس فى كل مكان.
كذلك قال الرب فى سفر أرميا: “إذا اختبأ إنسان فى أماكن مستترة أفما أراه أنا يقول الرب؟ أما أملأ أنا السماوات والأرض يقول الرب؟” (أر23: 24).
وقال السيد المسيح: “السماء كرسى الله. والأرض موطئ قدميه” (انظر مت5: 34، 35).
وكتب معلمنا بولس الرسول عن تدبير الخلاص الذى قصده الله فى نفسه “لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ فى المسيح. ما فى السماوات وما على الأرض” (أف1: 10). وهو يعنى بذلك أن الله يجمع فى المسيح جميع القديسين من الملائكة والبشر الموجودين فى السماء وعلى الأرض. وذلك لأن المسيح حاضر فى كل مكان، كما وعد تلاميذه: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، فهناك أكون فى وسطهم” (مت18: 20).
وفى سفر الرؤيا قال السيد المسيح: “هذا يقوله ابن الله الذى له عينان كلهيب نار ورجلاه مثل النحاس النقى.. فستعرف جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطى كل واحد منكم بحسب أعماله” (رؤ2: 18، 23). وهذا يوضح أن عينى الرب تبصران كل شئ فى الوجود ولا يخفى عليه حتى ما فى داخل قلب الإنسان.