وأيضًا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي
( را 2: 8 )
هكذا يواصل بوعز نُصحه إلى راعوث، فيقول لها: «عيناكِ على الحقل الذي يحصدون ...» (ع9). وما كان أشد حاجة راعوث إلى نصيحة كهذه، لأنها كانت عُرضة لأن تبقى في حقل بوعز، بينما عيناها تنظران إلى حقل آخر. ومَنْ يدري، ربما يظهر لها هذا الحقل الآخر أنه أكثر جاذبية، فيتعلق قلبها به، وبذا يسود على عواطفها شيء خارج عن حقل بوعز، وهنا الخطر وكل الخطر. وما أكثر المسيحيين في أيامنا الحاضرة الذين نشاهدهم في الظاهر في حقل الرب، ونظنهم بين شعبه، بينما عيونهم في الحقيقة تتطلع إلى العالم، وقد ملك العالم قلوبهم. لهذا تدارك بوعز الخطر، فنصح راعوث قائلاً: «عيناكِ على الحقل الذي يحصدون».