رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يمكنني الرجوع «قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع» ( قضاة 11: 35 ) هذا القول نطق به ”يَفتاح الجلعادي“، وهو ينطوي على اعتراف من قلب كسير بغلطة مُرعبة. ولكن ما نطق به خطأ في تلك الأيام، قد يصلُح اليوم كحافز لقلب المؤمن إذا كان مُعرَّضًا أن يتراجع في اعتراف نطَق به. فعند أول انطلاقة لأفراحنا الروحية في الحياة المسيحية فتَحنا أفواهنا حمدًا لمُخلِّصنا الكريم على مسمَع من الآخرين، وهم اليوم يَرمقون أساليب حياتنا لكي يتبيَّنوا ما إذا كان اعترافنا صادقًا أم هو أقوال جوفاء. ولا يَسَعنا إلا أن نتذكَّـر كلمات ”يَفتاح“ «قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع». (1) إن دراسة كلمة الله بإتقان، والصلاة المخدعية هما أهم واجبات المؤمن. (2) والتوقير وليد الدالة المقدسة، يَعصمنا من التساهل مع الأمور الإلهية، إذ نتذكَّر أنه وإن كان الله قد وضعنا بمُطلَق نعمته في مركز أولاد محبوبين ومُباركين في المسيح يسوع، غير أنه تعالى يبقى أبدًا، الله القدوس، الذي في حضرته يغطي أرفع المخلوقات وجوههم وأرجلهم. (3) إن اللياقة التي تَحوْل دون تصادم الاعتراف مع السلوك، لا يمكن الحصول عليها إلا بالسهر والصلاة. فلنسهر ونتذكَّـر. (4) والتواضع الذي هو حصيلة إدراكنا الواعي لأنفسنا وإدراكنا لإمهال الله علينا، من شأنه أن يضفي لونًا خاصًا على سجودنا اليومي وشركتنا وخدمتنا بالنسبة إلى الله والإنسان. (5) إن الصبر الذي يعوزنا لصيانة اعترافنا الذي نَطَقنا به يوم فتَحنا أفواهنا إلى الرب، يحمل في طياته عنصر الاحتمال، إصرارًا على تنفيذ عزم القلب الذي يبدو في قولنا: «لا يُمكنني الرجوع». فأنا منذ اعترافي قد أصبحت مسؤولاً عن مطالب ذاك الذي وثقت به، وفتحت فمي إليه، واليوم لا أزال عند عزمي الأول حين اعترفت في ذلك اليوم السعيد باسمه المجيد. (6) والتجرُّد من الروح العالمية ينبغي أن يُميِّز مسلَكي إذا كان صحيحًا اعترافي الذي فتحت به فمي للرب. وهوذا الرب يسوع يقول عن أولئك الذين أُعطوا له من الآب: «ليسوا من العالم، كما أني أنا لستُ من العالم» ( يو 17: 14 ). ومن هنا فإن نظرتنا للعالم الحاضر الشرير ينبغي أن تكون نظرة العداء لروحه، وعدم المُبالاة بكراماته وأمجاده، والانفصال عن أهدافه، ورفض شعاراته كقانون لحياتنا. |
|