رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاع أخيرًا «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً» ( متى 4: 3 ) يبدو لنا لأول وهلة أنه ليس في هذا الاقتراح أي ضير أدبي. فليس في الشعور بالجوع خطية ما، فنحن نقرأ أن الرب المبارك «جَاعَ أَخِيرًا». لا شك أنه احتياط كريم من جانب الخالق عندما يجعل الإنسان يشعر بحاجته إلى مقومات الحياة. ليس في إشباع هذه الحاجة خطية ما، إذا توفرت السبل لذلك، ولكن التجربة أكثر دهاء مما يبدو في ظاهرها، فإنها ليست إلا اقتراحًا بأن يستخدم الرب قدرته الإلهية دون الرجوع إلى مشيئة أبيه. وهنا يتبادر إلى الذهن كلمات إشعياء النبي، وواضح أنه يعني بها الرب يسوع في كمال ناسوته: «يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ، يُوقِظُ لِي أُذُنًا، لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ» ( إش 50: 4 ). وبدون كلمة يتلقاها من أبيه، ما كان الرب يعمل شيئًا. فإن جاع ولم يزوده الله بما يشبع ذلك الجوع، فإنه في خضوع تام يتقبله باعتباره مشيئة الآب. كانت كلمة الله لديه أعظم شأنًا من أعوازه الجسدية. هنا، قد نضلّ وننحرف إذ كثيرًا ما نسمع القول: “أي ضير من هذا؟” ولكن الرب لم يواجه الأمر هكذا، ولكنه توخَّى التمسك بإرادة الله المُعلنة له في كل الظروف، فإن لم تُوجد، فما كان له أن يتصرف. وحين نتأمل جوابه على الشيطان، فإننا نلاحظ أنه لم يلجأ إلى محاورته، إنما في بساطة يذكر آية من كلمة الله التي سيطرت على مسلكه كإنسان هنا على الأرض، والتي كانت كل شيء بالنسبة له. لقد أبدى الشيطان تشككًا في أن الرب يسوع هو «ابن الله» وطلب منه أن يثبت ذلك، ولكن الرب في هدوء يغض الطرف عن هذا التحدي ويتمسّك بمركزه كالإنسان الكامل قائلاً: «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ» وهو نفسه الذي يقول في مكان آخر: «إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا» ( مت 6: 22 ). حقًا ما أصدق هذا القول انطباقًا عليه! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليتك جئت لنفترق أخيرًا |
لقد ندم يهوذا على فعلته أخيرًا |
أخيرًا حسم جدل وضع الأطفال للكمّامات |
أخيرًا لقد إنتهى كل شيء ✋ |
أخيرًا فهمت الفكرة |