فالرب يسوع هو الابن الأزلي للآب. وهو ينفرد بهذا المركز بحسب طبيعته الإلهية، وكان كذلك بحسب طبيعته الإنسانية، فأي كمال توصف بها معرفته التي كان يعرف الآب بها.. ألم نر في الأناجيل كيف كان يعلن الآب لتلاميذه، ولا نجده مطلقاً يخاطب الله بخلاف أنه "الآب" باستثناء مرة عند الصليب. كما أنه ولم يحدث مطلقاً أنه وضع تلاميذه في ذات العلاقة المميزة له مع أبيه التي كانت له.
والآن رأينا ابن الإنسان بعد أن أكمل عمل المصالحة قد مات، بل أيضاً قد أقيم بقوته الإلهية. وكانت أولى كلماته أنه منح لقبه الخاص لتلاميذه ووضعهم في ذات العلاقة مع الآب. فكما أن الآب من نحو ابنه، كذلك الآب نفسه للأبناء. وكما أنه هو أبو يسوع، ذلك الإنسان المبارك الذي أبطل الخطية، كذلك هو أيضاً (الآب) لأولئك الذين أبعدت عنهم خطاياهم. فالله لم يعد معلناً إعلاناً كاملاً لنا باعتباره إله وأبي ربنا يسوع فقط، بل أيضاً بالفداء والقيامة أتحدنا بيسوع الممجد في السماء، وبالتالي أعلن لنا نفسه كإلهنا وأبينا. فأي نعمة هذه! وأي مركز نحن نقيم فيه الآن! هذه هي المسيحية!