رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافاً لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه تشير عبارة "المِنديلَ" في الأصل اليونانيσουδάριον الى قطعة قماش لمسح العرق من الوجه ولتنظيف الأنف، كما تستخدم في غطاء رأس جثة. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " إن قلت: ما الغرض في أن المنديل الذي كان على رأسه وليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده"؟ أجبتك: لتعلم أن هذا الفعل ما كان فعل من كان مسرعًا ولا مضطربًا، فمن هذا الفعل صدِّقوا قيامته". أمَّا عبارة"كان كُلُّ ذلك في مَكانِه" فتشير الى الشخص الذي كان ميّتا قد خلع ملابسه ومضى، ولا تشير الى سرقة الجثمان. بالطبع ما كانت هذه الاكفان والمنديل مرتَّبة لو ان القبر قد نُهب او سرق. إذ انه ما من سارق كان يترك الاكفان في مثل هذه الحالة. ويُعلق القديس أمونيوس الاسكندري " لو أن الأعداء سرقوا الجسد، فمن أجل المكسب المادي ما كانوا قد تركوا الأكفان. لو أن الأحباء فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وإهانته. كل ذلك يُبيِّن بالأحرى أن الجسد قد عبر إلى الخلود ولا يحتاج إلى ملابس في المستقبل". ترك السيد المسيح الأكفان والمنديل الذي كان على رأسه ملفوفًا داخل القبر، فإنه قام ولا يعود يموت ليُكفّن مرة ثانية. لقد حدثت معجزة القيامة. فقيامة المسيح تنزع عنا الخوف من الموت والقبر، وتُذكرنا أنَّ جسمنا الميت سيقوم في مجدٍ بهيٍ لا يحتاج إلى ثيابٍ فاخرة، انه يرتدي ثوب عدم الفساد كما صرّح بولس الرسول " فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53). |
|