نعم، كان لا بد أن يقوم من الموت، لأنه هو نفسه قد أقام غيره من الموت، بمجرد أمره.
لقد أقام إيليا ميتًا، ولكن بسبع صلوات.. وأقام أليشع ميتًا بصلوات أيضًا.. أما السيد المسيح، فقد أقام ابنة يايرس، وابن أرملة نايين، ولعازر، بمجرد كلمة الأمر، إنه معطي الحياة.. في إقامته ابنة يايرس، أمسك بيدها وقال لها: "طليثا قومي "الذي تفسيره: "يا صبية لك أقول قومي" وللوقت قامت الصبية ومشت (مر 5: 41، 42).
وفي إقامته ابن أرملة نايين، تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.. فقال "أيها الشاب لك أقول قم، فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلي أمه" (لو 7: 14، 15).. وفي إقامته لعازر "صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجًا.. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل.. فقال لهم: حلوه ودعوه يذهب" (يو 11: 43، 44).
هذا الذي أمر الموتى فقاموا.. أكان صعبًا عليه أن يقوم؟!.. كلا، بل كان لا بد أن يقوم، لأنه مقيم، لأنه مقيم الموتى بأمره.
نعم، كان لا بُد أن يقوم، هذا الذي قال عنه الكتاب: "كما أن الرب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء" (يو 5: 21). فهذا الذي يحيي من يشاء، ألا يحيي نفسه؟!