رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس مرقس الرسول دور مارمرقس الرسول فى دخول المسيحية ارض مصر عندما وصل مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية كانت تعتبر العاصمة الثقافية للعالم كله، ففيها مدرسة الإسكندرية بمكتبتها العالمية الشهيرة، وفيها الديانة الفرعونية بكل آلهتها إيزيس وأوزيريس وحورس وآمون وإبيس وحتحور تحت زعامة رع كبير الآلهة. وفيها أيضا العبادة اليونانية تحت زعامة "زيوس "كبير آلهة الأغريق، وحدث نوع من التقارب بين العبادتين كانت من نتائجها عبادة الإله الوثنى العظيم "سيرابيس" وفيها أيضا العبادة الرومانية تحت زعامة "جوبيتر "كبير آلهة الرومان، وفيها أيضا العبادة اليهودية، وتمت فيها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس فى عهد بطليموس فلادلفيوس. وتعددت الآراء التى تذكر تاريخ مجىء مارمرقس الرسول إلى مدينة الإسكندرية، ولكن الأغلب الأعم أن مارمرقس الرسول قد جاء إلى الإسكندرية بين عامى 60، 61 م تقريبا. والقصة المعروفة لنا جميعا أنه بينما كان يتجول على البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ فى هذه المنطقة، تمزق حذاءة فذهب إلى إسكافى يدعى "انيانوس " وفيما هو يصلح حذاءه فجاة دخل المخراز فى يده فصرخ قائلا: "ايس ثيئوس "اى"يا الله الواحد، فتفل مارمرقس على الطين وطلى به يد انيانوس فشفى فى الحال، فطلب انيانوس من مارمرقس أن يزوره فى المنزل، فزاره هو وأسرته وكلمهم عن السيد المسيح حتى آمن أنيانوس هو وأهل بيته أجمعين . وبعدها قام مامرقس بتأسيس مدرسة لاهوتية لمواجهة المدرسة الوثنية، وعهد بإدارة المدرسة إلى القديس يسطس الذى صار الأسقف السادس لمدينة الإسكندرية، كما قام بوضع القداس الإلهى، ثم سام انيانوس أسقفا حوالى عام 62م تقريبا، كما سام معه ثلاثة من الكهنة وسبعة من الشمامسة وحول تأسيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية جاء بالدراسة عندما حضر مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية، كانت الإسكندرية مركزا هاما للثقافة الوثنية، فمن مدرستها الشهيرة تخرج العديد من الفلاسفة والعلماء، كما خرجت منها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس Septuagint، فكان لزاما على القديس مرقس الرسول مواجهة هذه المدرسة فأسس مدرسة لا هوتية كان التعليم فيها يقوم على طريقة السؤال والجواب Catechism وكان يدرس فيها إلى جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى، وأول مدير لهذه المدرسة هو العلامة يسطس "وهو البطريرك السادس "ثم أومانيوس "البطريرك السابع "ثم مركيانوس" البطريرك الثامن " وياروكلاس "البطريرك الثالث عشر " وديونيسيوس "البطريرك الرابع عشر". ومن أشهر علماء هذه المدرسة العلامة أثيناغورس، والقديس بنتينوس، والقديس كليمندس السكندرى، والعلامة أوريجانوس، والقديس ديديموس الضرير. وحقد الوثنيون كثيرا على مارمرقس بسبب نجاحه الشديد فى جذب النفوس إلى الإيمان المسيحى، وفى ليلة 29 برمودة 68م، كان المسيحيون يعيدون بعيد القيامة، وتصادف فى نفس الليلة كان الاحتفال الوثنى بعيد الإله سيرابيس، فهجم الوثنيون على الكنيسة، وسحلوه فى شوارع الإسكندرية كلها حتى تخضبت الأرض بالدماء الطاهرة التى لمارمرقس، ثم سجنوه فى سجن مظلم حتى الصباح. فقضى مارمرقس الليلة فى السجن وهو مهشم الجسد، ولكن روحه كانت متعلقة بالرب، فظهر له ملاك الرب ليقويه ولمسه وقال له "يا مرقس أيها الخادم الصالح: قد أتت ساعتك، وستنال مكافأتك حالا، تشجع فقد كتب أسمك فى سفر الحياة". وبمجرد أن اختفى الملاك ظهر له السيد المسيح وقال له "يا مرقس، ياتلميذى، يا إنجيلى، ليكن السلام لك" وفى صباح الغد 30 برمودة رجع الوثنيون مرة أخرى، وأخذوه من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ، وكرروا ما فعلوه فى الليلة السابقة، وهو فى كل ذلك كان يصلى طالبا لهم المغفرة، وأخيرا قطعوا رأسه ونال أكليل الشهادة ونال معه ثلاثة أكاليل هم: إكليل الشهادة، إكليل الرسولية، اكليل البتولية، على أن موته لم يهدىء ثائرة الوثنيين وحقدهم، ففكروا فى حرق الجسد الطاهر فجمعوا حطبا كثيرا، وأعدوا نارا لحرقه، ولكن فى تلك اللحظة هبت عاصفة شديدة مصحوبة بمطر غزير، فتفرق الشعب وأنطفأت النيران .فأتى مجموعة من المؤمنين ووحملوا جسد، وصلى عليه خليفته القديس انيانوس مع الأكليروس والشعب كله، ودفنوه فى قبر نحتوه له داخل الكنيسة، وفى نفس مكان دفنه استشهد القديس بطرس خاتم الشهداء "البطريرك السابع عشر". |
|