رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي» ( مر 1: 40 ) «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي»( مر 1: 40 ) ما أتعس هذا الأبرص، المضروب بداء عضال، داء يعزّ علاجه على البشر أجمعين! ما أتعس هذا الأبرص المهجور من الجماعة كلها لأنه في نظر الجميع نجس! هذه هي صورة الإنسان الطبيعي؛ صورة حقيقية للإنسان الساقط المبيع تحت الخطية، الذي تلطخ قلبه بمرض الخطية النجس. قد يقرأ هذه الكلمات شخص يشعر بتعاسة الخطية، شخص خاطئ، شخص أفرخ فيه البرص. وقد يحاول أن يخفي هذا الشخص عوارض دائه، ولكن الله يعلم، وهو أيضًا يعلم أنه شخص بائس تعس. يا له من حِمل ثقيل على قلبك! كم من مرة تديَّنت وتخلَّقت بأحسن الخُلق، وحاولت إصلاح نفسك مُجاهدًا وضاعت جهودك هباء! إن داءك أفظع من أن تداويه هذه العلاجات وأمثالها. تأمل هذين الشخصين. مَن هما؟ أحدهما أبرص نجس، والآخر ابن الله المبارك. وانظر كيف يتكلَّم الأبرص في غير ادعاء، فهو لم يسأل ماذا يعمل ليُطهِّر نفسه، بل أتى إلى يسوع المسيح، وطلب إليه جاثيًا، وقائلاً له: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». وهل كان جواب المسيح له: “اذهب وحسِّن نفسك أولاً”؟ كلا، بل «تَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». ويا له من تغيير مُدهش! فذلك الأبرص النجس الذي تعذر شفاؤه، برأ في لحظة، تطهّر وفارقه البرص بمجرد ما نطق الرب يسوع بكلماته. صديقي: ثق أنه لم يتقدم شخص إلى الرب يسوع كما هو، إلا وقد نال في الحال تطهيرًا لخطاياه. إن محاولة تحسين حالتك، قبل أن يُطهِّرك الرب يسوع، تسلب الله مجده. فلا تَقُل في قلبك إن الله لا يقبل ولا يُطهِّر إلا الذين تحسنت حالتهم، وقلَّت شرورهم. إن الرب المُبارك لم يرفض أحدًا ولا يوجد أمامه فرق بين الناس البُرص مهما اختلفت درجة البَرَص عندهم. فهل انفتحت عيناك لترى الرب يسوع مشتاقًا أن يقبلك كما أنت؟ |
|