رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيرة رب الجنود تصنع هذا لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ،... غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا ( إشعياء 9: 6 ، 7) ظهرت «غيرة رب الجنود» بكل وضوح عند ميلاد المسيح، وهي تُحقّق المقاصد الإلهية وتُتمِّم النبوات الكتابية. فكلمة «رب الجنود» تعني رب البشر والملائكة والأجرام السماوية، إذ كلها تأتمر بأوامره ( خر 12: 41 ، 51؛ مز103: 21؛ إش40: 26). - قبل ميلاد المسيح أصدر أوغسطس قيصر (أوغسطس المُبجَّل) أمرًا باكتتاب كل المسكونة، وكان الاكتتاب يجري لتسجيل الشباب للخدمة العسكرية، لكن هذا الاكتتاب المسكوني الجديد كان لإحصاء كل أُمة بكل مَن فيها، وربما فعل هذا الرجل ذلك لإشباع غروره وكبريائه، لكن رب الجنود كان وراء هذا الأمر حتى يذهب يوسف ومريم من الناصرة الي بيت لحم، وهناك تتم ولادة المسيح حسب ما هو مُتنبأ عنه في ميخا 5: 2. - أما الملائكة فقد تحرَّكت في إرساليات متتالية لتُعلِن أخبار ميلاده. فبعد صمت دام 400 سنة لم يُسمَع فيها صوت من السماء، إذ فجأة يظهر جبرائيل لزكريا أبي يوحنا المعمدان، ثم للمطوَّبة مريم (لو1)، ثم يظهر ملاك الرب في حُلم ليوسف (مت1)، ثم مرة أخرى عند الميلاد يظهر الملاك للرعاة المُتبدِّين، مُعلِنًا أروع خبر سمعته البشرية: «أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب»، ثم «ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبِّحين الله وقائلين: المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرَّة» (لو2). لكن رب الجنود حرَّك نجوم السماء أيضًا. فعند ميلاد المسيح ظهر نجم له لمعان خاص في المَشرق. وفَهِم المجوس أن المسيا ملك اليهود قد وُلِد. وربما عرفوا هذا من كلمات بلعام «يَبرُز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل» ( عد 24: 17 )، فأتوا إلى أورشليم باحثين عنه، وإذ سمعوا من هيرودس أن المسيا يُولَد في بيت لحم، تحرَّكوا فورًا «فلمَّا سمعوا من الملك ذهبوا. وإذا النجم الذي رأوهُ في المَشرق يتقدَّمهم حتى جاء ووقف فوقُ، حيث كان الصبي» ( مت 2: 9 ). حقاً إن «غيرة رب الجنود تصنع هذا». |
|