مامعنى الآية التى تقول " الله لم يره أحد قط " ( يو1 : 18 ) ألم يظهر الله لكثير من الأنبياء ويكلمهم ؟
جواب
المقصود بعبارة ( لم يره أحد قط ) اللاهوت . لأن اللاهوت لايرى . والله - من حيث لاهوته – لايمكن رؤيته بعيوننا المادية التى لاترى سوى الماديات ، والله روح … لذلك فإن الله ، عندما أردنا أن نراه ، ظهر فى هيئة مرئية ، فى صورة إنسان ، فى هيئة ملاك . وأخيراً ظهر فى الجسد ، فرأيناه فى إبنه يسوع المسيح ، الذى قال " من رآنى فقد رأى الآب " . ولهذا فإن يوحنا الإنجيلى ، بعد أن قال " الله لم يره أحد قط " استطرد بعدها " الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير " ( أى قدم خبراً عن الله ) . كل الذين يصورون الآب فى شكل مرئى ، إنما يخطئون ، وترد عليهم هذه الآية بالذات … كالذين يصورون الآب فى أيقونة للعماد ، يقول " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " بينما الآب لم يره أحد قط . طالما نحن فى هذا الجسد المادى ، فإنه ضبابة يمنع رؤية الله ، إننا " ننظر كما فى مرآه " كما يقول بولس الرسول " أما فى الأبدية ، عندما يخلع الجسد المادى ، ونلبس جسداً روحانياً نورانياً ، يرى ما لم تره عين " فحينئذ سنرى الله .