رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلب السيد المسيح الصلب "وبعد ما إستهزأوبه نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب "(46). "فخرج وهو حامل صلبه إلى الموضع الذى يقال له موضع الجمجمه ويقال له بالعبرانيه جلجثه حيث صلبوه"(47). حمل السيد صليبه عبر طريق الألام من دار الولايه إلى الجلجثه (650 يارده) وهو منهك من الدم بسبب هذه الجروح الكثيره التى فى جسده. فكان يئن تحت حمل الصليب الثقيل كما كان السطح الخشن للصليب ينحر فى الجلد والعضلات المتهرئه للكتفين مسبباً تمزقات عميقه وداميه فوق جراحات السياط وكذلك مسبباً ألاماً مبرحه لا حد لها فيسقط بالصليب الثقيل اكثر من مرة على وجهه وركبتيه مما سبب تجلطات وآلاماً اضافية. فأتوا بسمعان القيروانى لمساعدته فى حمل الصليب: "ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع"(48). وكالعادة كان الجنود الرومان يضربونه بالسياط طول الطريق بوحشية وثنية مجردة من العواطف الإنسانية. ثم صلبوه بتسمير يديه بمسمار حدادى مربع فنفذ من المعصم إلى الخشبة ثم سمروا قدميه بنفس الطريقة بلا رحمة ولا شفقة معلقين إياه على الصليب وكان جسده الطاهر محمولاً بكل ثقله على القمين والمعصمين وكان جسده يحمل على قدميه عند أرتفاعه إلى أعلى ويحمل على يديه عند أنخفاضه إلى أسفل للقيام بعملية التنفس وحتى لا يحدث شلل للعضلات الصدرية فيعجز عن التنفس، وقد استمرتا هذه العمليات حوالى ثلاث ساعات، وقد كانت هذه العمليات تحدث آلاماً نارية لا يتصورها العقل "سواء دوران كل من المعصمين حول المسمار الذى يحتك بالعصب الأوسط وبعظام الذراع، أو أرتكاز الجسد بكل ثقله على المسمار الذى أخترق القدمين كليهما"(49). وهنا تحقق قول داود النبى فى نبؤته عن صلب المسيح وآلامه: "كالماء انسكبت. أنفصلت كل عظامى. صار قلبى كالشمع. قد ذاب فى وسط أمعائى يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار أكتنفتنى. ثقبوا يدى ورجلى"(50). |
|