رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من قراءات جمعه ختام الصوم سفر إشعياء – الإصحاح السادس والستون أورشليم الجديدة اختتم هذا السفر الإنجيلي بالكشف عن أورشليم الجديدة التي أقيمت بالسيد المسيح بعدما هدم الحرف القاتل الذي ارتبط بالشكليات المفسدة لحياتنا الداخلية وعلاقتنا مع الله. (1) فساد العبادة الشكلية : كثيرًا ما اتكل اليهود على وجود الهيكل في أورشليم كمصدر أمان لهم، مهما كانت حياتهم أو علاقتهم بالرب، لهذا يوبخهم الرب قائلًا: "السموات كرسي والأرض موطئ قدمي، أين البيت الذي تبنون لي؟ وأين مكان راحتي؟" (إش 66: 1). إن كان الله في محبته للإنسان سمح أن يبنى له بيتا، إنما من قبيل تنازل الله ليعلن حلوله في وسطنا. الله لا تهمه الحجارة والمباني الضخمة إنما يسكن في "المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامه" (راجع إش 66: 2). الكنيسة هي الدخول في الصخرة كما فعل موسى النبي لكي يرى مجد الله، هذه الصخرة هي المسيح. فلنثبت فيه بروح الاتضاع مع الانسحاق فننعم بالسكنى الإلهية، لهذا قيل: "وإلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2). هكذا بالاتضاع وانسحاق القلب وخشية كلماته يتطلع إلينا الرب، ويسكن فينا، ويحولنا إلى سمواته المقدسة. أما من ينشغل عنه بالشكليات في العبادة بروح الرياء والكبرياء، فإن الله لا يجد فيه راحة وتصير عبادته مكرهة أمامه. يشتم الله هذه الذبائح رائحة قتل ونجاسة وعبادة أوثان، إذ يقول: " من يذبح ثورا فهو قاتل إنسان. من يذبح شاة فهو ناحر كلب، من يصعد تقدمة يصعد دم خنزير. من أحرق لبانا فهو مبارك وثنا " (إش 66: 3). وكما يقول الحكيم: "ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته" (أم 15: . أما ثمرة الانشغال في الشكليات بلا روح فهو الدخول في متاعب بلا تعزية، وعوض أن يطمئنهم الرب قائلًا لكل واحد منهم: "لا تخف لأني معك، دعوتك باسمك أنت لي" (إش 43: 1)، يقول لهم : "هم اختاروا طرقهم وبمكرهاتهم سرت أنفسهم، فأنا أيضا أختار مصائبهم، ومخاوفهم أجلبها عليهم، من أجل أنى دعوت فلم يكن مجيب، تكلمت فلم يسمعوا بل عملوا القبيح في عيني واختاروا ما لم أسر به" (إش 66: 3، 4). (2) التمييز بين الشكليين والجادين في العبادة " اسمعوا كلام الرب أيها المرتعدون من كلامه. قال إخوتكم الذين أبغضوكم وطردوكم من أجل اسمي : ليتمجد الرب، فيظهر لفرحكم، وأما هم فيخزون " (إش 66: 5). هذا ما حدث عندما أبغض اليهود تلاميذ الرب ورسله وطردوهم تحت ستار الغيرة على مجد الله والناموس الموسوي، لكن فرح التلاميذ وخزي المضطهدون. أشار السيد المسيح إلى ذلك بقوله : " سيخرجونكم من المجامع بل تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " (يو 16: 2). أما ثمر الضيق الذي حل على رجال كنيسة العهد الجديد من إخوتهم فهو خراب الهيكل على يدي تيطس، إذ قيل هنا: " صوت ضجيج من المدينة، صوت من الهيكل، صوت الرب مجازيا أعداءه " (إش 66: 6). (3) أورشليم الجديدة : يختم النبي حديثه بالكشف عن أورشليم الجديدة : أ – تفيض فرحا وبهجة على محبيها النائحين عليها بسبب ما تعانيه من ضيقات (إش 66: 10). من الخارج آلام ومتاعب، ومن الداخل فيض فرح حتى على الغير. ب – تفيض شبعا للجميع، تهب الأطفال تعزيات كما من لبن ثدييها، بينما تهب الكبار من عصير ولذة درة مجدها. جـ - فيض سلام كنهر، ومجد عظيم كسيل جارف: " لأنه هكذا قال الرب: هأنذا أدير عليها سلاما كنهر ومجد الأمم كسيل جارف فترضعون، وعلى الأيدي تحملون، وعلى الركبتين تدللون " (إش 66: 12). د – مصدر تعزية إلهية: " كإنسان تعزية أمه هكذا أعزيكم أنا وفي أورشليم تعزون" (إش 66: 13). الله أب يهب الكنسية أمومة ليس فقط نحو المؤمنين أبنائها وإنما نحو كل بشر، تحمل قلبًا متسعًا كعريسها لتفيض حبًا على الجميع. " فترون وتفرح قلوبكم وتزهو عظامكم كالعشب وتعرف يد الرب عند عبيده ويحنق على أعدائه " (إش 66: 14). هذه هي تعزيتنا في الرب خلال كنيسته: يهبنا فرح القلب السماوي واتساعه بالحب وينمى إيماننا (العظام بكونها مركز الجسم). هـ - مصدر للطهارة : " الذين يقدسون ويطهرون أنفسهم في الجنات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معا يقول الرب " (إش 66: 17).. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مفتاح الأبدية🌾🌻🌾 |
مفتاح الرجاء🌾🌻🌾 |
مفتاح الثقة🌾🌻🌾 |
مفتاح الصلاة🌾🌻🌾 |
تصفيف لشعيرات أكواز الذرة🌾🌽🌾 |