رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُريد أن يُصلِّى الرجال «فأُريد أن يُصلّي الرجال في كل مكان، رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جِدال» ( 1تيموثاوس 2: 8 ) إن الرجال ـ تمييزًا عن النساء ـ تحت مسؤولية مُحدَّدة يضعها الكتاب في أعناقهم لكي يُصلُّوا صلوات مسموعة، في اجتماعات الصلاة العامة. صحيح إن الرجال والنساء على السواء تحت التزام في أمر الصلوات السرية لأعوازهم وأعواز الآخرين، غير أن الرسول هنا يُعلِّمنا ما يتصل بمسلَكنا في بيت الله. فإذا ما اجتمع المؤمنون للصلاة فإن الذين يصمتون من الرجال وقتئذٍ هم موضع مؤاخذة وتوبيخ لإهمالهم هذه المهمة الخطيرة: «أن يُصلِّي الرجال». والرسول يفترض حرية الرجال للصلاة في «كل مكان»، على النقيض بلا شك مع التدبير الناموسي، يوم كان هنالك بيت مُخصَّص للصلاة. أما في عهدنا الجديد فالحرية المُطلَقة مكفولة لنا من حيث موقع اجتماع الصلاة، وأمامنا قول الرب: «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» ( مت 18: 20 ). ولئن لم يكن هنالك من قيد بالنسبة للمكان، فهناك قيود أو شروط بالنسبة للحالة والكيفية، فنرى الرسول يَصف الرجال المُصلِّين بهذه الملامح: (1) رافعين أيادي طاهرة، أي مقدسة. (2) بدون غضب. (3) بلا جدال. أما أولاً، فلنأخذ الأيادي المقدَّسة. إن الرجال المطلوب منهم أن يُصلُّوا هم الذين يعيشون بالتعقل والبر والتقوى في هذا العالم الحاضر، وهكذا يتوفَّـر لهم أن أياديهم التي يبسطونها توسُّلاً إلى الله، تكون طاهرة «يُكافئني الرب حسب برِّي. حسب طهارة يديَّ يَرُدُّ لي كبرِّي» ( مز 18: 20 ، 24). وأما ثانيًا، فعلى الرجال الذين يُصلُّون بصوتٍ مسموع رافعين إلى الله مطَالب الجماعة كلها، عليهم ألاَّ يرصدوا في قلوبهم غضبًا، وألاَّ يحتفظوا بروح عدم مُسامحة الآخرين. أمثال هؤلاء يجب أن يتصالحوا أولاً مع إخوتهم وينقوا أرواحهم من الأفكار القاسية، حتى لا يصرف فاحص القلوب أُذنيه عن صلاتهم. والصلاة ـ ثالثًا ـ ليست مناسبة للنقاش أو الدفاع عن الذات. قد نُناقش ونُجادل رفاقنا إذا استدعَت الحال، ولكن كيف يُجادل الإنسان أو يجاوب القدير؟ إن الصلاة في جوهرها هي التعبير عن العجز وعن ثقة الأطفال. هكذا فليحرص الرجال المُصلُّون أن تكون أياديهم التي يرفعونها نقية، وأن تخلو قلوبهم من نزعة الغضب وشفاههم من المُجادلات. |
|