رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع هو الرب (يسوع أوجد واقع الصليب وبولس استنبط فلسفته). ما من أحد مثل بولس عاش أو قدّم هذه الحقيقة بشكل مثير انقلابي ولم يستخلص غيره أقصى نتائج الصليب. إنّ رسول الوثنيين اليهودي شاول بولس (صُلب مع المسيح) وما عاد هو الحي بل المسيح الحيّ فيه، ويسوع هو السيد المجيد الذي أحب بولس عبده وتلميذه وبذل حياته من أجل بولس وسائر الناس (عن غل 2: 19- 20). ما تردّد الرسول المتوشّح بالمسيح أن يعرض الصليب البهي بروحانيته وسموّه إلى الكورنثيين الجسديين الدنيويين. حدثت في الرسول فرّيسيّ النشأة، على طريق دمشق معجزة التحوّل الاكبر: من مضطهِد للمسيح المصلوب ومن موحّد يكفّر المؤمنين بألوهية يسوع إلى مضطَهَد في سبيل الصليب (عن غل 6: ،12 ثم 1 كور 4: 9 - 13)، (متمّما في جسده ما ينقص من آلام المسيح) (عن كول 1: 24). وانتقل تلميذ جملائيل الذي نخاله يخدم تحت راية النجمة الداودية الملكية الامبراطورية السداسية إلى مدرسة يسوع الناصري المصلوب الذي (أقامه الله ربّا ومسيحًا)، ملكا ولكن ليس من هذا العالم، متربّعا(69) على عرش الصليب كما كتب الوالي الروماني، وما كتب فقد كتب: (يسوع الناصري ملك اليهود). (المصلوب ضحية الجلجلة هو قمّة نشاط بولس الرسولي ونجمه الساطع). (الصليبُ هو النقطة المحورية التي تنزل أشعتها المضيئة لتدد الظلمات وتُشعل القلوب. في الكتابات إلى الكورنثيين، يتجلّى الصليب - وهو حجر عثرة وجنون ووهن وحزن وفناء - كحكمة الله وقدرته تعإلى وسرّه له المجد. انّه منطق الله وبلاغة الرب وفلسفة السعادة والشقاء والحياة والموت. انه حكمة الحماقة وحماقة الحكمة، قوّة الوهن ووهن القوّة، انه يحمل انسانية الاله ويرفع بشرية الانسان نحو السماء والالوهية. انه (ملكوت الله بالعمل لا بالكلام) (4: 2)، انه أداة الفصح الجديد ومذبح الحمَل المجيد. انه خلاصة كل ألم وذل وتعب وموت. انه موضوع الفخر الوحيد (عن غل 6: 14). انه انقلاب الموازين: فالموت عليه حياة والحياة من غيره موت، والخسارة فيه ربح وربح سواه خسارة (عن فيليبي 3: 8) والصمت على الصليب بليغ والكلام حوله سكوت.انّه مغناطيس المسيح (عن يو 12: 32) وجاذبيته الغريبة العجيبة المعجزة المحيّرة الخيّرة. انّه نهج المسيح وطريق الاقتداء به الصحيح (عن 2 كور 4: ،10 عن مت 16: 24). انه المكان المميّز الذي اتّخذت فيه (صورة الله) (صورة العبد) بحيث ان (الذي أطاع حتى الموت، الموت على الصليب، رُفع ووُهب له الاسم الذي يفوق جميع الاسماء، لكي تركع لاسم يسوع كل رُكبة في السماء وعلى الارض وتحت الارض، ويعترف كل لسان ان يسوع هو الرب، تمجيدًا لله الاب) (عن فيليبي 2: 5- 11). |
|