رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الموكل على بيت يوسف فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيء. لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر ( تك 43: 16 ) في قصة يوسف نجد رمزاً جميلاً للروح القدس وعمله. فإذا كان يوسف يرمز للمسيح، فإن الترجمان الذي بواسطته تحدَّث يوسف لإخوته ( تك 42: 23 ) والذي كان على بيته ( تك 43: 16 ،19)، يكلمنا عن الروح القدس. فقد قال يوسف لوكيله "أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر. ففعل الرجل كما قال يوسف، وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف" ( تك 43: 16 ،17). لقد كانت خطتهم أن يشتروا قمحاً لكي يصنعوا به وليمة مع بعضهم البعض، أما خطة يوسف فكانت أن يصنع لهم وليمة يتمتعون فيها بالشركة معه "لأن الرجال يأكلون معي" (ع16). فيوسف دعاهم، ووكيله أدخلهم. والروح هو الذي يُدخلنا إلى البيت، فنأكل على مائدته، وإذ ننقاد بالروح القدس، ننتهي إلى الوجود "كل حين مع الرب". وفي مشقتهم وضيقتهم، جاء إخوة يوسف للوكيل "وكلموه في باب البيت". وإجابته تذكّرنا بما يتكلم به المعزي الآخر للقلوب المضطربة، لأنه هو قال: "سلام لكم. لا تخافوا" ( تك 43: 23 ). وهكذا نحن، لم نأخذ روح العبودية للخوف، بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب، و"ثمر الروح هو ... سلام". وهو يملأنا "كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" ( رو 15: 13 ). ومرة أخرى نقرأ "وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف وأعطاهم ماء ليغسلوا أرجلهم" ( تك 43: 24 ). ولذلك كانوا مهيئين لمقابلة يوسف، ولتقديمهم هداياهم وتقدماتهم له. وفي الأصحاح التالي نقرأ أن يوسف قد أمر الوكيل أن يمتحن إخوته، حتى يمكن أن تستحضر خطيتهم أمام ذاكرتهم. وفي حزن عظيم، هرولوا راجعين إلى محضر يوسف قائلين: "بماذا نتبرر؟ الله قد وجد إثم عبيدك" ( تك 44: 16 ) فاسترجعوا في أذهانهم معاملتهم ليوسف. ويقول الرب "متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"، والخطية هنا هي عدم الإيمان بالمسيح. وفي هذين الأصحاحين (تك43،44) يتكلم وكيل يوسف بكل سلطان ونفوذ يوسف نفسه "فضتكم وصلت إليَّ"، "الذي يوجد معه (الكأس) يكون لي عبداً" ( تك 43: 23 ؛ 44: 10). |
|