رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم هو “أحد المخلع”، طريح الفراش لمدة طالت الى ٣٨ عام. كان راقدا عند بركة بيت حسدا لكن لم يكن له انسان يلقيه فى البركة عندما يأتى الملاك ليحرك مياهها فيشفى أول من ينزل فيها. يروى انجيل القداس من (يوحنا ٥: ١-١٨ ) قصة هذا الرجل مع يسوع الذى عندما رآه سأله “أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ. فَحَالًا بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى”. قد يبدو سؤال الرب يسوع غريبا، لكن الرب لا يقتحم قلب الانسان ولا ارادته، بل هو يقف على الباب بمنتهى الرقة والحب يقرع لنسمح له بالدخول والعمل. كم انسان منا يعيش متعتقا فى المرض او الخطية زمانا طويلا، بل قد يكون المرض او الخطية أصبحا أمراً واقعا يستفيد الانسان منه فيعيشه ولا يرفضه. هنا يأتى سؤال الرب “أتريد أن تبرأ؟” لعل الاجابة تأتى بالشفاء الكامل. لكن هذا الشفاء يتبعه تحذير: “هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ”. لم تنته القصة عند شفاء المريض، بل تمتد الى غضب اليهود على الرب يسوع لأنه صنع هذا الشفاء العظيم يوم سبت. “أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ. فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ”. ألا يستدعى ذلك مقارنة بين تصرف اليهود، أهل الخلاص وأهل يسوع، وبين تصرف السامريين، الغرباء المحتقرين من اليهود، الذين قرأنا عنهم الأحد الماضى حين قبلوا يسوع بفرح لما بشرتهم به المرأة السامرية فسمعوه بشغف ونالوا الخلاص؟ وقد جاءت اناجيل عشية القداس وباكر اليوم تشير بقوة الى عناصر قصة شفاء المخلع: عنصر الزمن الذى قد يطول إلى أن ينال الانسان الشفاء أخيرا، وعنصر رافضى النعمة حسداً. فى انجيل العشية من (لوقا ١٨: ١-٨ ) يقول الرب يسوع مثل قاضى الظلم الذى مضى زمانا لا ينصف الأرملة التى كانت تأتى اليه تطلب ان ينصفها ممن ظلمها. لكنه أخيرًا نصفها. “أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا!” أما انجيل باكر من (متى ٢١: ٣٣ الخ ) فيروى مثل صاحب الكرم الذى سلم كرمه الى كرامين وارسل عبيده ليأتوا له بثمار الكرم لكن الكرامين رفضوا بل وأهانوهم وقتلوهم. “فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟ قَالُوا لَهُ: أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا” ويقول الرب “لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ … وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ”. بالفعل دأب رؤساء الكهنة والفريسيون على رفض يسوع كما رأينا فى شفاء مريض بيت حسدا وفى وقائع أخرى عديدة، فنُزع ملكوت الله منهم وأُعطِى لآخرين. |
|